دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١١٦
وقال السيد المرتضى أيضا: " فأما ادعاؤه - أي قاضي القضاة - أن قيام شهر رمضان كان أيام الرسول (صلى الله عليه وآله)، ثم تركه فمغالطة منه، لأنا لا ننكر قيام شهر رمضان بالنوافل على سبيل الانفراد، وإنما أنكرنا الاجتماع على ذلك.
فإن ادعى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) صلاها جماعة في أيامه فإنها مكابرة ما أقدم عليها أحد، ولو كان كذلك ما قال عمر: إنها بدعة!
وإن أراد غير ذلك فهو مما لا ينفعه، لأن الذي أنكرناه غيره ". (1) وقال أيضا: " ومما ظن انفراد الإمامية به المنع من الاجتماع في صلاة نوافل شهر رمضان وكراهية ذلك، وأكثر الفقهاء يوافقهم على ذلك. لأن المعلى روى عن أبي يوسف أنه قال: من قدر على أن يصلي في بيته كما يصلي مع الإمام في شهر رمضان فأحب إلي أن يصلي في بيته.
وكذلك قال مالك، قال: وكان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون، ولا يقومون مع الناس، وقال مالك: أنا أفعل ذلك. وما قام النبي (صلى الله عليه وآله) إلا في بيته.
وقال الشافعي: صلاة المنفرد في قيام شهر رمضان أحب إلي وهذا كله حكاه الطحاوي في كتاب الاختلاف.
فالموافق للإمامية في هذه المسألة أكثر من المخالف.
والحجة لنا الإجماع المتقدم، وطريقة الاحتياط، فإن المصلي للنوافل في بيته غير مبدع ولا عاص بإجماع، وليس كذلك إذا صلاها في جماعة.
ويمكن أن يعارضوا في ذلك بما يروونه عن عمر بن الخطاب من قوله - وقد رأى اجتماع الناس في صلاة نوافل شهر رمضان - بدعة، ونعمت البدعة هي!
فاعترف بأنها بدعة وخلاف السنة وهم يروون عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. " (2) 2 - الشيخ الطوسي: " نوافل شهر رمضان تصلى منفردا، والجماعة فيها بدعة،

١. شرح ابن أبي الحديد ١٢ / ٢٨٣ عن الشافي - تلخيص الشافي ٤ / ٥٢.
٢. الانتصار / 55.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»