دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٢٥
وفيه الحكم بن عبد الملك، وهو ليس بثقة عند يحيى بن معين، ومضطرب الحديث عند أبي حاتم، ومنكر الحديث عند أبي داود، وضعيف الحديث عند يحيى. (1) وأما رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عليه السلام) قال: دعا القرآء في رمضان فأمر منهم رجلا يصلي بالناس عشرين ركعة، قال: وكان علي (رضوان الله عليه) يؤثر بهم. (2) ففيه: عطاء وهو مختلط وسئ الحفظ وضعيف. (3) وفيه أيضا: حماد بن شعيب، وضعفه الأزدي. (4) فهذه الروايات التي مفادها أن عليا صلى التراويح جماعة أو أمر بالجماعة فيها، كلها مورد للإشكال السندي، أضف إلى ذلك ما مر من المعارض لها إن تم التعارض بما فيه صحيح السند منها الرواية برقم 3 و 4 والرواية الثانية للكليني في ص 58 من هذا الكتاب ويؤيده:
ما روي عن ابن أبي الحديد أن الإمام (عليه السلام) بعث الحسن (عليه السلام) ليفرقهم عن الجماعة في نافلة رمضان. ففي شرح النهج: " روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما اجتمعوا إليه بالكوفة فسألوه أن ينصب لهم إماما يصلي بهم نافلة شهر رمضان، زجرهم وعرفهم أن ذلك خلاف السنة، فتركوه واجتمعوا لأنفسهم وقدموا بعضهم، فبعث إليهم ابنه الحسن (عليه السلام)، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرة، فلما رأوه تبادروا الأبواب، وصاحوا: وا عمراه ". (5) وأما حديث أبي ذر فضعيف: إذ في السند مسلمة بن علقمة وهو المازني، أبو محمد البصري، إمام مسجد داوود بن أبي هند. كما يقال: في حفظه شئ، وقد سئل أبو داوود عنه؟ فقال: ترك عبد الرحمن حديثه، وقال النسائي: ليس

١. تهذيب الكمال ٥ / ٩٣.
٢. السنن الكبرى ٢ / ٦٩٩.
٣. سير أعلام النبلاء ٦ / ١١٢.
٤. تهذيب التهذيب ٣ / ١٦.
٥. شرح نهج البلاغة ١٢ / 283 - تلخيص الشافي 4 / 52.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»