دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١١٨
جانب عسكري ". (1) قوله: يثوروا: أي يهيجوا (2).
2 - رواية الصدوق: " محمد بن علي بن الحسين بأسانيده، عن زرارة ومحمد بن مسلم والفضيل: أنهم سألوا أبا جعفر الباقر وأبا عبد الله الصادق (عليهما السلام) عن الصلاة في شهر رمضان نافلة بالليل في جماعة؟ فقالا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلى منزله، ثم يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلي، فاصطف الناس خلفه، فهرب منهم إلى بيته وتركهم، ففعلوا ذلك ثلاث ليال، فقام في اليوم الثالث على منبره، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في جماعة بدعة. وصلاة الضحى بدعة، ألا فلا تجمعوا ليلا في شهر رمضان لصلاة الليل، (3) ولا تصلوا صلاة الضحى فإن تلك معصية، ألا وإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار، ثم نزل وهو يقول: قليل في سنة خير من كثير في بدعة ". (4) قال الشيخ الطوسي معلقا على الرواية: " ألا ترى أنه 7 لما أنكر الصلاة في شهر

١. الكافي ٨ / ٦٢ - عنه وسائل الشيعة ٨ / ٤٦ ب ١٠ ح ٢ ومستدرك الوسائل ٦ / ٢١٧.
قال المجلسي: الخبر مختلف فيه بسليم، وعلى هذه النسخة لعل فيه إرسالا إذ لم يعهد برواية إبراهيم بن عثمان وهو أبو أيوب الخزاز عن سليم.
وقد مر مثل هذا السند مرارا، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم.
ولعله سقط من النساخ، فالخبر ضعيف على المشهور. لكن عندي معتبر، لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب منتخب البصائر وغيره ". (مرآة العقول ٢٥ / ١٣١).
أقول: أضف إلى وجود قرائن خارجية ومؤيدات من الروايات الموثقة والصحيحة تؤيد مضمون هذا الخبر.
٢. مجمع البحرين ٢ / ٣٣٧.
٣. أقول: يرى المجلسي أن هذا الحديث مرتبط بصلاة الليل لا نوافل رمضان حيث قال: " الحديث صحيح، ولا يخفى أن ظاهر هذا الخبر نافلة الليل لا صلاة ليالي شهر رمضان.
قوله خير: كأنه على سبيل المماشاة، أي لو كان في البدعة خير فالاقتصار على السنة خير منه، وفي القرآن مثله كثير. ملاذ الأخيار ٥ / ٢٩.
ولكن هذا الاستظهار منه - رحمه الله - بعيد وخلاف الظاهر. إذ لا خصوصية لنوافل الليل.
٤. الفقيه ٢ / ٨٧ - وسائل الشيعة ٨ / ٤٥ - انظر: تهذيب الأحكام ٣ / ٦٩ ح ٢٢٦ - والاستبصار ١ / 467.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»