دراسات فقهية في مسائل خلافية - الشيخ نجم الدين الطبسي - الصفحة ١١١
فسماها بدعة، لأنه (صلى الله عليه وآله) لم يسن الاجتماع لا ولا كانت في زمان الصديق.
وهو لغة ما أحدث على غير مثال سبق، وتطلق شرعا على مقابل السنة، وهي ما لم يكن في عهده ". (1) 8 - الكحلاني: " إن عمر هو الذي جعلها جماعة على معين وسماها بدعة وأما قوله: نعمت البدعة فليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة ". (2) وهذه الكلمات كلها شواهد على أن التراويح جماعة تكون بدعة مقابل السنة النبوية، قد ابتدعها الخليفة الثاني.
وهذا هو الذي دعا الفقهاء - من الفريقين - للبحث في حكمها جماعة، وهل أن الجماعة فيها مشروعة أم لا، وسيأتي البحث عنها.
حكم الجماعة في نوافل شهر رمضان إن عدم تشريع النوافل الرمضانية جماعة على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وابتداع ذلك من قبل الخليفة الثاني، هو الذي صار منشأ للخلاف الفقهي العميق، ومحطا للنزاع والتضارب العلمي بين علماء الإسلام، فترى شريحة من المسلمين - وهم الإمامية ناقشت أصل مشروعية الجماعة فيها، ونفت جوازها، مستندة إلى إثباتات وأدلة قوية، ولكن المؤسف أن البعض لم يتفهم موقف الإمامية ومبناهم، فزعم أنهم ينكرون أصل نوافل شهر رمضان مع أن الأمر ليس كذلك.
بل المردود والمنفي عندهم إقامة النوافل جماعة، ويرونه بدعة، كما صرح الخليفة الثاني نفسه بذلك أيضا.
هذا ولبعض السنة - أيضا - رأي ليس ببعيد عن الموقف الإمامي. فالشافعي كرهها جماعة، وبعضهم حببها فرادى وفي البيت.
فالمسألة غير متفق عليها تماما حتى عند أهل السنة وإن كان رأي الكثير منهم إقامتها جماعة.

١. شرح الزرقاني ١ / ٢٣٧.
٢. سبل السلام ٢ / 10 - انظر: بداية المجتهد 1 / 210.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»