علوان رحمه الله: الجماعة أحب وأفضل، وهو المشهور عن عامة العلماء - رحمهم الله - وهو الأصح والأوثق.
ثم قال - بعد استدلاله بحديث أبي ذر - والمبتدعة أنكروا أداءها بالجماعة في المسجد، فأداؤها بالجماعة جعل شعارا للسنة كأداء الفرائض بالجماعة شرع شعار الإسلام ". (1) تعليقة على كلام السرخسي:
أقول: لا أدري بمن يعرض - السرخسي - ومن يذم! ومن يقصد بالمبتدع مع أن الخليفة هو قال: نعم البدعة - نعمت البدعة.
وقد كره الشافعي إقامتها جماعة نظرا إلى أن الأصل في النوافل الإخفاء.
أم يعرض بأمثال البغوي الذي نقل وجه أفضلية الانفراد واستدل بفعل النبي (صلى الله عليه وآله) وقوله: صلوا في بيوتكم.
أم يعرض بالإمامية الذين لا يرون مشروعية الجماعة في النوافل إلا ما أخرجه الدليل. (2) ثم كيف يكون أداؤها جماعة شعارا للسنة، مع أن الخليفة الثاني أقر بأنها بدعة، وأنها مفضولة، وكان يصليها وحده، وقد تركت طيل عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وشطر من خلافة عمر، وكرهها جمع من أكابر السنة، مثل مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية تبعا للشافعي حيث أن الانفراد كان عنده أحب من الجماعة، فهؤلاء ليسوا من السنة - بزعم السرخسي - حيث أنهم تركوا ما هو شعار السنة!!
فلو لم يجعلها النبي (صلى الله عليه وآله) شعارا للإسلام والسنة، ولم يجعله الصحابة شعارا للسنة، فكيف وبأي دليل، ومن أين صار هذا شعارا للسنة؟ يميز به عن سائر المذاهب الإسلامية؟ أليس هذا من مصاديق البدعة ومن أبرزها؟