فاتبعوا الا فريقا من المؤمنين) * (1).
قال أبو جعفر (عليه السلام): كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): انه ينطق عن الهوى، وظن إبليس بهم ظنا، فصدقوا ظنه (2).
الثامن: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أمر الله نبيه ان ينصب أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس في قوله: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) * في علي بغدير خم، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر، وحثوا التراب على رؤوسهم (3) فقال لهم إبليس:
ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا، ان الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على رسوله * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) * الآية (4).
التاسع: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره، فيما نزل في أهل البيت (ع) في القرآن، قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن فضالة (5)، عن عبد الصمد بن بشير، عن عطية العوفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اخذ بيد علي (عليه السلام) بغدير خم، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، كان إبليس حاضرا بعفاريته، فقال له حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه والله ما هكذا قلت لنا، (6) قد أخبرتنا ان هذا إذا مضى [افترق] (7) أصحابه، وهذا أمر مستقر، كلما أراد ان يذهب واحد بدر آخر.