ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له: الحسن فهو الإمام والحجة بعد أبيه ويخرج الله من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته وموقد أوليائه يغيب حتى لا يرى يرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون و * (يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) * ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فلا تخلو الأرض منكم أعطاكم الله علمي وفهمي ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي " (1).
الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النحوي (2) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان العزال قال:
حدثني محمد بن تميم عن عبد الرحمن بن مهدي قال معاوية بن صالح عن عبد الغفار بن القاسم أبي مريم عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد نزلت هذه الآية * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * فقرأها علينا رسول الله قال: " أنا المنذر أتعرفون الهادي "؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: " هو خاصف النعل " فطولت الأعناق إذ خرج علينا علي (عليه السلام) من بعض الحجر وبيده نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم التفت إلينا فقال: " ألا إنه المبلغ عني والإمام بعدي زوج ابنتي وأبو سبطي [فخرا] (3) نحن أهل بيت اذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا من الدنس، تقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، هو الإمام أبو الأئمة الزهر " فقيل: يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال: " اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ومنا مهدي هذه الأمة يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما لا تخلو الأرض منهم إلا ساخت بأهلها " (4).
الحديث الثالث عشر: الشيخ في مجالسه بإسناده عن الحسين بن مفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما بعث الله نبيا أكرم من محمد (صلى الله عليه وآله) ولا خلق الله قبله أحدا ولا أنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمد (صلى الله عليه وآله) فذلك قوله: * (هذا نذير من النذر الأولى) * فقال: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * فلم يكن قبله مطاع في الخلق ولا يكون بعده إلى أن تقوم الساعة في كل قرن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها " (5).