الذي حضره فدعا عليا فقال: يا علي إني أريد أن ائتمنك على ما ائتمني الله عليه من غيبه وعلمه ومن خلقه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك والله فيها يا زياد أحدا من الخلق وإن عليا حضر الذي حضره فدعا ولده فكانوا اثني عشر ذكرا.
فقال لهم: يا بني إن الله عز وجل قد أبى إلا أن يجعل في سنة من يعقوب وأن يعقوب دعا ولده وكانوا اثنا عشر ولدا ذكرا، فأخبرهم بصاحبهم ألا وإني أخبركم بصاحبكم، ألا إن هذين ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام) فاسمعوا لهما وأطيعوا ووازروهما، فإني قد أتمنتهما على ما أئتمنني عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما أئتمنه الله عليه من خلقه ومن غيبه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه، فأوجب لهما من علي (عليه السلام) ما أوجب لعلي (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه إلا بكبره وإن الحسين كان إذا حضر الحسن (عليه السلام) لم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم، ثم إن الحسن (عليه السلام) حضره من حضره فسلم ذلك إلى الحسين (عليه السلام) ثم إن الحسين حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين مبطونا لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا " (1).
الحديث الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن خالد البرقي قال: حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدثنا محمد بن منصور عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال: " خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو راكب، وخرج علي (عليه السلام) وهو يمشي، فقال له: يا أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف، فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلا أن يكون حدا من حدود الله لا بد لك من القيام والقعود فيه، وما أكرمني بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها وخصني الله بالنبوة والرسالة، وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده، وفي صعب أموره.
والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك ولا أقر بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك، وإن فضلك لمن فضلي وأن فضلي لك لفضل الله وهو قول الله عز وجل: * (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) * يعني ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) فبذلك قال بالنبوة والولاية فليفرحوا يعني الشيعة * (هو خير مما يجمعون) * يعني