لي، ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة ثم قال: أسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتى رووا ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم عنها جميعا وقلت: أنا وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا قال: قلت: أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه فأعاد القول فأمسكوا، وأعدت ما قلت فأخذ برقبتي ثم قال لهم: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع " (1).
الحديث الخامس: ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) قال: روى أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ أن رجلا قال لعلي (عليه السلام): يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك؟ دون عمك فقال علي (عليه السلام):
" هاؤم ثلاث مرات حتى اشرأب الناس ونشروا أذانهم ثم قال: جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب بمكة وهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع مدا من طعام حتى أكلوا وشبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا ورووا وبقي الشراب كأنه لم يشرب ثم قال: يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم عليه أحد فقمت إليه، وكنت من أصغر القوم فقال:
أجلس قال: ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول أجلس حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي، فعند ذلك ورثت ابن عمي دون عمي " (2).