المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٤٥
ورابعها: إن علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكن قد عصى الله ولم يكن قد عبد غير الله، ولم يكن قد سجد للأصنام طيلة حياته أبدا، وهؤلاء الخلفاء الثلاثة كانوا قد عصوا الله وعبدوا غيره وسجدوا للأصنام وقد قال الله تعالى: * (لا ينال عهدي الظالمين) * ومن الواضح أن العاصي ظالم، فلا يكون مؤهلا لنيل عهد الله أي: النبوة والخلافة.
وخامسها: إن علي بن أبي طالب كان ذا فكر سليم وعقل كبير ورأي صائب منبعث من الإسلام، بينما كان غيره ذا رأي سقيم منبعث من الشيطان، فقد قال أبو بكر: إن لي شيطانا يعتريني، وخالف عمر رسول الله في مواضع عديدة، وكان عثمان ضعيف الرأي تؤثر فيه حاشيته السيئة أمثال: الوزغ بن الوزغ الذي لعنه رسول الله ولعن من في صلبه - إلا المؤمن وقليل ما هم: (مروان بن الحكم) وكعب الأحبار اليهودي وغيرهما!
قال الملك (موجها الخطاب إلى الوزير): هل صحيح أن أبا بكر قال: (إن لي شيطانا يعتريني)؟
قال الوزير: هذا موجود في كتب الروايات (1)!
قال الملك: وهل صحيح أن عمر خالف رسول الله؟
قال الوزير: نستفسر من العلوي ماذا يقصد من هذا الكلام؟
قال العلوي: نعم ذكر علماء السنة في الكتب المعتبرة أن عمر رد على رسول الله (ص) في موارد عديدة، وخالفه من مواطن كثيرة، منها:
1 - حين أراد النبي أن يصلي على عبد الله بن أبي، فقد رد عمر على رسول الله ردا قاسيا حتى تأذى منه رسول الله، والله يقول: * (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) * (2).

(1) طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 129، وتاريخ ابن جرير ج 2 ص 440 والإمامة والسياسة لابن قتيبة..
(2) سورة التوبة آية 61، وقد أشرنا إلى ذلك سابقا..
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست