المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٢٩
قال الملك: هذا هو الكفر بعينه.
قال العلوي: ثم إن السنة ينقلون في كتبهم أن رسول الله (ص) كان يحمل عائشة على كتفيه لتتفرج على المطبلين والمزمرين، فهل هذا يليق بمقام رسول الله ومكانته؟
قال العباسي: إنه لا يضر.
قال العلوي: وهل أنت تفعل هذا، وأنت رجل عادي، هل تحمل زوجتك على كتفك لتتفرج على الطبالين؟؟
قال الملك: إن من له أدنى حياء وغيرة لا يرضى بهذا فكيف برسول الله وهو مثال الحياء والغيرة والإيمان. فهل صحيح أن هذا موجود في كتب أهل السنة؟
قال الوزير: نعم موجود في بعض الكتب (1)!

(١) روى البخاري مثل هذه الرواية في كتاب فضائل الصحابة، باب مقدم النبي وأصحابه المدينة. وفي كتاب العيدين وفي كتاب الصلاة وكتاب النكاح..
وانظر باب قصة الحبشة بالبخاري أيضا.. وابن ماجة باب إعلان النكاح والغناء والدف. وانظر كتب السنن الأخرى.
وهنالك الكثير من الأحاديث التي تحط من قدر الرسول (ص) وتهدم مكانته ولا تليق بمقامه الشريف في كتب أهل السنة يتداولونها ويعتقدون صحتها. يروى عن عائشة قولها: تزوجني رسول الله (ص) وأنا ابنة ست سنين وأعرس بي وأنا ابنة تسع سنين.. (طبقات ابن سعد ج ٨ والبخاري كتاب النكاح ومسلم).
ويروى عن عائشة أيضا قولها: أتتني أم رومان - والدتها - وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريدني فأخذت بيدي فأسلمتني إلى نسوة من الأنصار أصلحنني فلم يرعني إلا رسول الله ضحى فأسلمتني إليه (مسلم والبخاري كتاب النكاح) ويروى عنها أنها كانت تلعب بالعرائس عند رسول الله. وكانت تلهو مع صواحبها من الأطفال في بيت الرسول. وكان الرسول يجمع الأطفال لها لتلهو معهم (مسلم باب فضل عائشة) ويروى أن الرسول (ص) رأى امرأة فوقعت في نفسه فدخل على زينب بنت جحش فواقعها نهارا ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه (مسلم كتاب النكاح).
ويروى: كان النبي (ص) يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر فسأل أنس الراوي - خادم الرسول - أو كان يطيقه؟ فقال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين..
(البخاري كتاب الغسل).
ويروى: أن الرسول (ص) قسم سبي خيبر وأعطى دحية صفية بنت حيي، ثم رجع عن قراره بعد أن زينها له القوم فأخذها من دحية وأعطاه غيرها. ثم جهزت له أثناء العودة إلى المدينة فدخل بها في الطريق (مسلم كتاب النكاح والبخاري كتاب الصلاة).
ويروى أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون مرضاة رسول الله (مسلم / باب فضل عائشة) ومثل هذه الروايات كثير في كتب السنن والتاريخ وهي على ما يبدو من ظاهرها تسئ إلى الرسول أكثر من تلك الرواية التي احتج بها العلوي على العباسي في شأن عائشة. فهي تصور الرسول بمظهر الرجل الشهواني العاشق للنساء في السلم والحرب وسيرته على ألسن الناس في المدينة. كما أن عشقه لعائشة الطفلة أصبح حديث الناس حتى أنهم كانوا يعلمون بيوم عائشة ويتقدمون بهداياهم إليه حين مبيته عندها أي أن الحصول على مرضاة الرسول (ص) لا يتحقق إلا بواسطة عائشة وهذا يعني أن رضا الرسول يرتبط بعائشة لا بالشرع.
وليس بعد هذا ضلال. (انظر تفاصيل هذه المسألة وعلاقة الرسول بالنساء في كتابنا الخدعة، ودفاع عن الرسول).
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست