المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٢٢
فإذن الخليفة الشرعي لرسول الله (ص) هو علي بن أبي طالب.
قال الملك: (موجها الكلام إلى الوزير) هل صحيح ما يذكره العلوي؟
قال الوزير: نعم هكذا ذكر المؤرخون والمفسرون (1).

(١) أنظر مسند: أحمد بن حنبل في ج ٤ ص ٢٨١ والرازي في تفسيره في ذيل قوله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ...) * والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج ٨ ص ٢٩٠، وابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة ص ١٠٧. وانظر مستدرك الحاكم ج ٣ / كتاب معرفة الصحابة باب فضائل علي وانظر الأزهار المتناثرة على الأخبار المتواترة للسيوطي.
والحديث أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم، والطبراني عن ابن عمر، والبزار عن أبي هريرة، وابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز، وأبو نعيم عن جندع الأنصاري..
أما بخصوص وصية الرسول (ص) للإمام علي فهناك الكثير من الروايات التي تؤكد ذلك وهي متداولة في كتب القوم إلا أنهم تارة يقومون بتضعيفها وتارة أخرى يقومون بتأويلها وصرفها عن ظاهرها ومرادها.
وعلى رأس هذه الروايات قول الرسول (ص):.. أنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي: أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. (مسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي) وهذه رواية صريحة في الوصية بآل البيت الذي حددهم الرسول (ص) في علي وفاطمة والحسن والحسين كما ورد في روايات كثيرة:
وإذا ما علمنا أن زمان هذه الوصية هو حجة الوداع وفي مكان يدعى غدير خم وهو نفس الزمان والمكان الذي قال فيه الرسول (ص) لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه. كما جاء في بعض الروايات الكاملة التي تجمع بين النصين في مستدرك الحاكم، يتبين لنا بوضوح مدلول الوصية وأنها خاصة بالإمام علي..
إلا أن القوم لم يستسلموا على ما يبدو فاخترعوا رواية تضرب هذه الوصية على لسان الرسول (ص) تقول: تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا بعدي كتاب الله وسنتي.
وهذه الرواية وردت في موطأ مالك ومستدرك الحاكم. لكن القوم شهروها وسلطوا عليها الأضواء حتى تلقفها المسلمون في كل مكان وأهملوا رواية مسلم وحتى الحاكم الأخرى الخاصة بالإمام علي.
والمتأمل في الروايات الواردة في الإمام علي في كتب السنن - وهي كثيرة جدا وأقل ما تشير إليه تميز الإمام عن بقية الصحابة وتفوقه عليهم - يدرك على الفور أنه كانت هناك وصية صريحة لكن السياسة عتمت عليها..
انظر لنا تفاصيل هذه المسألة في كتابنا السيف والسياسة. وكتابنا دفاع عن الرسول وانظر نماذج من هذه الروايات في الآتي من هذه المناظرة..
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست