المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٩
وقال: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة، ثم أن أبا بكر وعمر تخلفا عن جيش أسامة فشملهم لعن الرسول ومن يلعنه الرسول يحق للمسلم أن يلعنه.
وهنا أطرق العباسي برأسه ولم يقل شيئا.
فقال الملك (متوجها إلى الوزير): وهل صح ما ذكره العلوي؟
قال الوزير: ذكر أهل التواريخ ذلك (1).
قال العلوي: وإذا كان سب الصحابة حراما وكفرا، فلماذا لا تكفرون معاوية بن أبي سفيان ولا تحكمون بفسقه وفجوره لأنه كان يسب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أربعين سنة وقد سب الإمام إلى سبعين سنة!؟
قال الملك: اقطعوا هذا الكلام وتكلموا حول موضوع آخر.
قال العباسي: من بدعكم أنتم الشيعة أنكم لا تعترفون بالقرآن!
قال العلوي: بل من بدعكم أنتم السنة أنكم لا تعترفون بالقرآن والدليل على ذلك أنكم تقولون: إن القرآن جمعه عثمان، فهل كان الرسول جاهلا بما عمله عثمان، حيث أنه لم يجمع القرآن حتى جاء عثمان وجمعه، ثم كيف أن القرآن لم يكن مجموعا في زمن النبي وكان يأمر قومه وأصحابه بختم القرآن فيقول: من ختم القرآن كان له (كذا) من الأجر والثواب، هل يمكن أن يأمر بختم القرآن ما لم يكن مجموعا، وهل كان المسلمون في ضلال حتى أنقذهم عثمان (2)؟
قال الملك (موجها كلامه إلى الوزير) وهل يصدق العلوي أن أهل السنة يقولون بأن القرآن من جمع عثمان؟

(١) في طبقات ابن سعد القسم الثاني ج ٢ ص ٤١ وتاريخ ابن عساكر ج ٢ ص ٣٩١ وكنز العمال ج ٥ ص ٣١٢، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٢٩.
(٢) ذكر المؤرخون أن عثمان جمع المصاحف ثم أحرقها - هتكا بها - ذكر ذلك البخاري في صحيحه في باب فضائل القرآن والبيهقي في سننه ج ٢ ص ٤١ وكنز العمال ج ١ ص ١٨٢ والطحاوي في مشكل الآثار ج ٣ ص ٤، وليت شعري هل حارق القرآن يستحق الخلافة؟ وأية جريمة أكبر من هذه؟
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست