منزلة اللازم، أي افعل القراءة وأوجدها، والمفعول محذوف في كليهما أي اقرأ القرآن، والباء للاستعانة أو الملابسة، أي مستعينا باسم ربك أو متبركا أو مبتدءا به قوله تعالى: * (وأن أتلو القرآن) * [27 / 92] هو اسم لكتاب الله تعالى خاصة لا يسمى به غيره، وإنما سمي قرآنا لأنه يجمع السور ويضمها، وقيل لأنه جمع القصص والامر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران، يقال:
(فلان يقرأ قرآنا حسنا) أي قراءة حسنة.
وفي الحديث: (القرآن جملة الكتاب والفرقان الحكم الواجب العمل به) (1) وفى الحديث: (نزل القرآن أربع أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام (2) قوله تعالى: * (ثلاثة قروء) * [2 / 228] القرء عند أهل الحجاز الطهر، وعند أهل العراق الحيض. قيل: وكل أصاب لان القرء خروج من شئ إلى شئ فخرجت المرأة من الحيض إلى الطهر ومن الطهر إلى الحيض، وهذا قول أبي عبيدة، وقال غيره القرء الوقت يقال: (رجع فلان لقرئه) أي لوقته الذي كان يرجع فيه، فالحيض ثان لوقت الطهر والطهر ثان لوقت الحيض. قال الأصمعي: الإضافة فيه على غير قياس لأنه لا يقال ثلاثة فلوس بل ثلاثة أفلس. وقال النحويون:
هو على التأويل والتقدير ثلاثة من قروء لان العدد يضاف إلى مميزه، وهو من ثلاثة إلى عشرة قليل، فلا يميز القليل بالكثير. واحتمل البعض أن يكون قد وضع أحد الجمعين موضع الآخر اتساعا لفهم المعنى وذهب بعضهم إلى أن تمييز الثلاثة إلى العشرة يجوز أن يكون جمع كثرة من غير تأويل، فيقال: خمسة