مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٦
وذلك لان من لم يعرف قدره في مظنة أن يتجاوزه.
وفيه (العالم من عرف قدره وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره) (1) حصر العالم فيمن عرف قدره لان ذلك يستلزم معرفته لنفسه فلا يتجاوز حده، وفي ذلك تمام العلم، ويلزمه من ذلك أن من لا يعرف قدره لا يكون عالما لان سلب اللازم يستلزم سلب الملزوم، فيكون إذا جاهلا.
وقدرت على الشئ - من باب ضرب -:
قويت عليه وتمكنت منه.
والاسم القدرة، والفاعل قدير وقادر والشئ مقدور عليه.
وفي حديث الصادق عليه السلام مع عبد الله الديصاني وقد سأله: الله قادر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة؟ فأجابه بما حاصله عدم امتناع ذلك، وكأنه جواب إقناعي يقنع به السائل ويرتضيه ويكتفي به، إذ ما ذكره من الأمور المحالية الممتنعة في ذاتها الممتنعة الوجود في الخارج. والتحقيق ما أجاب به علي عليه السلام حين سئل بذلك، وهو أن الله لا يوصف بعجز والذي سألتني عنه لا يكون، ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة.
و (القادر) من أسمائه تعالى، وهو وأن ظهر معناه لكن يحتمل أن يكون بمعنى المقدر، قال الله تعالى * (فقدرنا فنعم القادرون) *.
ومن أسمائه (المقتدر) وهو مفتعل من القدرة، والاقتدار أبلغ وأعم، والقادر والمقتدر إذا وصف الله بهما فالمراد نفي العجز عنه فيما يشاء ويريد، ومحال أن يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى وان أطلق عليه لفظا.
والقدرة: عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور، وهو مصدر قدر يقدر قدرا وقد تسكن داله، ومنه (ليلة القدر) وهي ليلة تقدر فيها الارزاق وتقضى، فالقدر بالفتح فالسكون ما يقدره الله من القضاء، وبالفتح ما صدر مقدورا عن فعل القادر.

(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445