مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٣
وفيه (ثم قال بيده وراء ظهره) أي أشار بيده.
والمعنى أن هذا الامر قد فرغ منه فصار بمنزلة من تخلفه وراء ظهرك.
والقول يستعمل من طريق المجاز والاتساع في كثير من الأفعال.
يقال قال برأسه: إذا أشار.
وقال برجله: إذا مشى.
وقال بالماء على يده.
وعن ابن الأنباري أنه قال: تقول العرب قاب بمعنى تكلم.
وبمعنى أقبل.
وبمعنى مال.
وبمعنى ضرب.
وبمعنى استراح.
وبمعنى غلب.
ومن هذا الباب (وقالت له العينان سمعا وطاعة) أي أومت.
ومنه (وأشهد أن القول كما حدث) ق و م قوله تعالى * (أقم الصلاة) * [17 / 78] قيل هي تعديل أركانها وحفظها من أن يقع زيغ في أفعالها. من أقام العود إذا قومه.
وقيل: المواظبة عليها، من أقامت السوق إذا نفقت، وأقمتها إذا جعلتها نافقة، فإنها إذا حوفظ عليها كانت كالنافق الذي يرغب فيه، وإذا ضيعت كانت كالكاسد المرغوب عنه.
وقيل: التشمير لأدائها من غير فتور ولا توان، من قولهم: قام بالأمر: إذا جد فيه وتجلد، وضده قعد فيه وتقاعد.
وقيل: أداؤها، عبر منه بالإقامة لاشتمالها على القيام، كما عبر عنها بالركوع والسجود والقنوت.
قوله * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * [2 / 125] المقام بالفتح:
موضع القيام. ومقام إبراهيم عليه السلام هو الحجر الذي أثر فيه قدمه، وموضعه أيضا. وكان لازقا بالبيت فحوله عمر.
وفي الحديث (ما بين الركن والمقام مشحون من قبور الأنبياء وإن آدم عليه السلام لفي حرم الله تعالى).
والمقام بالضم: موضع الإقامة.
قوله (وما منا إلا له مقام معلوم) * [37 / 164] قال المفسر: هذا قول
(٥٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445