مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٣
وفي حديث العقل (قال الله تعالى له أقبل فأقبل) أي أقر بالحق (وأدبر) أي أغرب عن الباطل.
والقبل: نقيض البعد.
وفي حديث الصانع (هو قبل بلا قبل) أي لا يتصف بقبلية زمانية ولا مكانية.
فقبليته ترجع إلى معنى سلبي، أي ليس لوجوده أول بخلاف سائر الموجودات فإن لوجودها أول - كذا قرره بعض الاعلام - وهو جيد.
وفي الدعاء (أسألك من خير هذا اليوم وخير ما قبله وخير ما بعده، ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده).
قيل المعنى سأله خير زمان مضى هو قبول الحسنة التي قدمها فيه، والاستعاذة منه هي طلب العفو عن ذنب قارفه فيه، والوقت وإن مضى فتبعته باقية.
والقبالة بالفتح: الكفالة وهي في الأصل مصدر قبل: إذا كفل.
وقبالة الأرض: أن يتقبلها الانسان فيقبلها الامام أي يعطيها إياه مزارعة أو مساقاة، وذلك في الأرض الموات وأرض الصلح، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل خيبر من أهلها.
وقد قبل كعلم قبالة بالكسر، وتقبله وقبله كعلمه قبولا وقد يضم: أخذه.
وفي الحديث (لا تقبل الأرض بحنطة مسماة ولكن بالنصف والثلث والربع والخمس).
وتقبل العمل من صاحبه: إذا التزمه.
والقبالة بالفتح: اسم المكتوب من ذلك بما يلتزمه الانسان من عمل ودين وغير ذلك.
قال الزمخشري: كل من تقبل بشئ مقاطعة وكتب عليه بذلك كتابا فالكتاب الذي يكتب هو القبالة بالفتح، والعمل قبالة بالكسر لأنه صناعة.
وهذا هو المفهوم من كلام الشيخ الصدوق محمد بن بابويه عن شيخه محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله أنه قال متى عدلت القبالة بين رجلين عند الرجل إلى أجل فكتب بينهما اتفاقا ليحملهما عليه فعلى العدل أن يعمل بما في الاتفاق ولا يتجاوزه ولا يحل له أن يؤخر رد الكتاب
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445