جميعا في استحقاق الثواب.
الثالث من قتل نفسا بغير حق فعليه مأثم كل قاتل من الناس لأنه سن القتل وسهله للغير فكان بمنزلة المشارك فيه ومن زجر عن قتلها بما فيه حياتها على وجه يعتدي به بأن يعظم تحريم قتلها كما حرمه الله تعالى ولم يقدر على قتلها لذلك فقد أحيى الناس جميعا بسلامتهم منه.
الرابع فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول، فكأنما أحيى الناس جميعا عندك المستنقذ به.
الخامس أن معناه يجب عليه بقتله القصاص مثل ما يجب عليه لو قتل الناس جميعا ومن عفى عن قتلها وقد وجب القود عليها كان كمن عفى عن الناس جميعا.
قوله * (ولا تقتلوا أنفسكم) * [4 / 28] لأنه إذا قتل غيره قتل به فصار هو القاتل نفسه.
أو المضاف محذوف أي نفس غيركم فحذف لعدم الاشتباه.
وقيل الكلام على ظاهره، لان الله تعالى كلف بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ليكون القتل توبة لهم عن ذنوبهم فرفع ذلك عن أمة محمد صلى الله عليه وآله رحمة لهم ولذلك قال * (إن الله كان بكم رحيما) * [4 / 28].
نقل أنهم قالوا كيف نقتل أنفسنا؟
فقال لهم موسى عليه السلام: أغدوا كل واحد منكم إلى بيت المقدس ومعه سكين أو حديدة أو سيف فإذا صعدت منبر بني إسرائيل فكونوا أنتم متلثمين لا يعرف أحد صاحبه فاقتلوا بعضكم بعضا.
فاجتمعوا سبعين ألفا ممن كانوا عبدوا العجل إلى بيت المقدس فلما صلى بهم موسى عليه السلام وصعد المنبر أقبل بعضهم يقتل بعضا حتى نزل جبرئيل عليه السلام فقال: قل لهم يا موسى إرفعوا القتل، فقد تاب الله عليكم.
قيل ويحتمل أن يكون المراد لا تهلكوا أنفسكم بارتكاب الاثم في أكل المال بالباطل.
قوله * (قتل الانسان ما أكفره) * [80 / 17] قد مر شرحه في (كفر).
قوله تعالى * (والذين قتلوا في سبيل