المهلكات الباطنة: من الغل والحسد والرياء والنفاق والتفاخر وحب الدنيا وحب النساء. قال (ع): " حب الدنيا رأس كل خطيئة " (1). قال بعض العارفين: وليس الدنيا عبارة عن الجاه والمال فقط بل هما حظان من حظوظهما، وإنما الدنيا عبارة عن حالتك قبل الموت كما أن الآخرة عبارة عن حالتك بعد الموت، وكلما لك فيه حظ فبل الموت فهو دنياك، وليعلم الناظر انما الدنيا خلقت للمرور منها إلى الآخرة، وإنها مزرعة الآخرة في حق من عرفها، إذ يعرف انها من منازل السائرين إلى الله، وهي كرباط بني على طريق أعد فيها العلف والزاد وأسباب السفر، فمن تزود لآخرته فاقتصر منها على قدر الضرورة من المطعم والملبس والمنكح وسائر الضروريات فقد حرث وبذر وسيحصد في الآخرة ما زرع ومن عرج عليها واشتغل بلذاتها وحظوظها هلك، قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات) [3 / 14] وقد عبر العزيز عن حظك منها بالهوى فقال: (ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى) [79 / 40، 41] - انتهى.
وفى الحديث: " كانت الدنيا بأسرها لآدم ولأبرار ولده، فما غلب عليه الأعداء ثم رجع إليهم بالحرب والغلبة فهو فيئ، وما رجع إليهم بغير ذلك سمي أنفالا، وهو لله ولرسوله ".
وفيه لروحة أو غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها " (2) أي من إنفاقها لو ملكها، أو من نفسها لو ملكها، أو تصور تعميرها، لأنه زائل لا محالة، وهما عبارة عن وقت وساعة.
و " أدنوه مني " - بفتح همزة - أي قربوه مني.
و " التداني إلى الشئ " التقرب منه.
وأدناهما من فيه " قربهما.