قوله: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) [7 / 204] قال الشيخ أبو علي هذا الظاهر يوجب استماع القرآن والانصات له وقت قراءته في الصلاة وغير الصلاة، وقيل إنه في الصلاة خاصة خلف الامام الذي يؤتم به إذا سمعت قراءته، وكان المسلمون يتكلمون في الصلاة فنزلت - انتهى. وقد مر تمام البحث عن الآية في نصت.
قوله: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) [2 / 7] السمع يكون واحدا وجمعا، لأنه في الأصل مصدر قولك سمعت الشئ سمعا.
وسمعت له: أي أصغيت وتسمعت إليه، ف إذا أدغمت قلت إسمعت، وقرئ (لا يسمعون إلى الملا الأعلى) مخففا.
و " السميع " من أسمائه تعالى، وهو الذي لا يعزب عنه إدراك مسموع وأخفى يسمع بغير جارحة، وفعيل من أبنية المبالغة.
وسمعته وسمعت له وتسمعت واستمعت كلها تتعدى بنفسها وبالحرف.
واستمع لما كان يقصد، وسمع يكون بقصد وبدونه.
وسمعت كلامه: أي فهمت معنى لفظه.
وسمع الله قولك: علمه.
و " سمع الله لمن حمده " أجاب الله حمد من حمده وتقبله، لان غرض السماع الإجابة.
ومنه الدعاء " أعوذ بك من دعاء لا يسمع " أي لا يستجاب ولا يعتد به، يقال دعوت الله حتى خفت أن لا يكون الله ليسمع ما أقول: أي لا يجيب ما أدعو به.
و " آي دعاء أسمع يا رسول الله " أي أرجى للإجابة وأخلق.
وفي حديث وصف المؤمن " يكره الرفعة ويشنأ السمعة " (1) أي يبغض أن يسمع بعمله الذي عمل لله.
وفي الحديث " من سمع فاحشة فأفشاها فكذا " قيل المراد بسماعها ما يشتمل