مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٨
[3 / 19] أي لا دين عند الله مرضي سواه.
والإسلام ضربان: " أحدهما " - دون الايمان، وهو الاعتراف باللسان.
و " الثاني " - أن يكون مع الاعتراف معتقدا وافيا بالفعل نحو (أسلمت لرب العالمين) [2 / 131].
وفي الحديث " قلت له ما الاسلام؟
قال: دين الله، اسمه الاسلام، وهو دين الله قبل أن تكونوا وحيث كنتم، وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله فهو مؤمن " والفرق بين الاسلام والايمان الذي جاء به الحديث: هو أن الاسلام شهادة " أن لا إله الا الله " و " التصديق برسوله " به حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس.
والايمان: الهدى، وما ثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل.
والايمان أرفع من الاسلام بدرجة أن الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والإسلام لا يشارك الايمان في الباطن.
وفي حديث مدح الاسلام " جعله سلما لمن دخله " قال بعض الشارحين:
استعار لفظ السلم باعتبار عدم أذاه لمن دخله، فهو كالمسالم له وفي الدعاء اللهم أنت السلام ومنك السلام آه " أي: أنت المسلم أوليائك المسلم عليهم، أي منك بدء السلام واليك عوده في حالتي الايجاد والاعدام.
واختلفت الأقاويل في معنى " السلام عليك " فمن قائل: معناه " الدعاء " أي سلمت من المكاره.
ومن قائل معناه " اسم السلام عليك " ومن قائل معناه: " اسم الله عليك " أي أنت في حفظه كما يقال " الله معك ".
وإذا قلت " السلام علينا " و " السلام عل الأموات " فلا وجه لكون المراد به الاعلام بالسلامة، بل الوجه أن يقال:
هو دعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنيا، ومن عذاب الآخرة وضعه الشارع موضع التحية والبشرى بالسلامة.
ثم إنه اختار لفظ " السلام " وجعله تحية لما فيه من المعاني، أو لأنه مطابق للسلام الذي هو اسم من أسماء الله تعالى تيمنا وتبركا،
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575