مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٥
قوله: (ولهم دار السلام) [6 / 127] أي الجنة. ويقال: دار السلامة.
ومنه " لبيك، داعيا إلى دار السلام لبيك " وسميت الجنة دار السلام، لان سكانها سالمون من كل آفة، ولأنها داره عز وجل، والسلام هو الله. ومنه قوله " السلام المؤمن ".
قال بعض العارفين: معنى " هو السلام " أي ذو السلام لأنه هو الذي سلم من كل عيب وآفة ونقص وفناء. وقد وجدنا العرب يضعون المصادر موضع الأسماء، ويصفون بها [لا] سيما (1) إذا أرادوا المبالغة، والله هو السلام:
وصف مبالغة في كونه سليما من النقايص.
والسلام: التسليم، يقال سلمت سلاما وتسليما.
والتسليم في قوله تعالى (وسلموا تسليما) [33 / 56] قيل المراد به الانقياد له صلى الله عليه وآله كما في قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [4 / 64].
وقيل هو " السلام عليك أيها النبي " قال الزمخشري والقاضي في تفسيريهما وذكره الشيخ (2) في تبيانه. واستصوبه بعض الأفاضل لقضية العطف (3) ولأنه المتبادر إلى الفهم عرقا.
قوله (سبل السلام) [5 / 18] يعني طريق السلامة من العذاب، وسبل السلام: دين الله.
قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) [97 / 5] أي تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى

(1) لم تكن لفظة (لا) موجودة في النسخ.
(2) أبو جعفر الطوسي.
(3) يعنى في الآية عطف قوله: (وسلموا تسليما) على قوله (صلوا عليه) فالصلاة عليه هو قول المصلي في تشهده: اللهم صل على محمد وآل محد، فيكون قوله وسلموا إشارة إلى التسليمة المستحبة بعد التشهد: " السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ".
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575