فهو في التسبيح دائما.
قوله: " يسبحون الله بكرة وأصيلا " قيل أي دائما أو مقدارهما، إذ لا طلوع ولا غروب هناك، وهو للاستلذاذ به إذ لا تكليف.
قوله: (كل في فلك يسبحون) [21 / 33] أي يجرون.
قوله: (والسابحات سبحا) [79 / 3] قيل هي السفن و " السابقات " الخيل، وقيل (السابحات سبحا) الملائكة جعل نزولها بين السماء والأرض كالسباحة.
و " التسبيح " الأصل فيه التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص، فمعنى سبحان الله أي برئ الله من السوء تبرئة، فهو مصدر علم منصوب بفعل مضمر ترك إظهاره كمعاذ الله، ويطلق على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتحميد والتمجيد وغيرهما ولا يكاد يستعمل إلا مضافا.
وفي الحديث: سئل عن سبحان الله؟ فقال، إنكاف الله على كل سوء " يعني تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأولاد.
وفيه وقد قيل له ما معنى سبحان؟
فقال: تنزيه.
وفيه قد سئل ما تفسير سبحان الله؟
قال " أنفة " أي تعجب، أما ترى الرجل إذا عجب من الشئ قال سبحان الله، ومعنى سبحان الله وبحمده أنزهه عما لا يليق به متلبسا بحمدي له على التوفيق لتنزيهه والتأهل لعبادته.
وقالوا في " سبحانك اللهم وبحمدك " أي سبحتك سبحانا، أي تنزيها من كل نقص، وبحمدك أي بقوتك سبحتك لا بقوتي.
وفي الدعاء " سبحان الله عدد خلقه " قيل نصب على المصدر وكذلك البواقي مثل زنة عرشه ورضى نفسه ونحوها، والمعنى سبحت الله تسبيحا يبلغ عدد خلقه وزنة عرشه أي ما يوازنه في القدر والوزانة يقال زنة الجبل أي حذاه في الوزانة والثقل ومعنى رضى نفسه إي ما يقع منه سبحانه موقع الرضى أو ما يرضاه لنفسه.
وفى الحديث " لما نزل (فسبح باسم ربك العظيم) " قال صلى الله عليه وآله:
" اجعلوها في ركوعكم " قيل الاسم ههنا صلة وزيادة، بدليل أنه كان يقول في ركوعه " سبحان ربي العظيم وبحمده "