مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٣٢١
الخلق.
قوله: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) [30 / 17] قيل هو إخبار في معنى الامر بالتنزيه لله تعالى والثناء عليه في هذه الأوقات، فيكون " سبحان " مصدرا بمعنى الامر، أي سبحوا.
سئل ابن عباس هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ فقال: نعم، وقرأ هذه الآية (تمسون) صلاة المغرب والعشاء، و (تصبحون) صلاة الفجر و (عشيا) صلاة العصر، و (حين تظهرون) صلاة الظهر (1).
قوله: (سبحان الله عما يصفون) [37 / 159] براءة من الله وتنزه منه.
ويكون " سبحان " بمعنى التحميد، نحو (سبحان الذي سخر لنا هذا) [43 / 13] ويكون بمعنى التعجب والتعظيم لما اشتمل الكلام عليه نحو: (سبحان الذي أسرى بعبده) [17 / 1].
قوله: (سبحانك هذا بهتان عظيم) [24 / 16] هو تعجب ممن يقول ذلك، وأصله أن يذكر عند كل متعجب منه، لان كل متعجب يسبح عند رؤية التعجب من صانعه، ثم كثر ذلك حتى استعمل في كل تعجب.
قوله: (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) [21 / 20] يعني الملائكة، جعل التسبيح لهم كمجرى النفس من بني آدم لا يشغلهم عنه شئ. ويجئ فئ " ملك " مزيد بحث لهذا انشاء الله تعالى.
وفي الحديث " أتى رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: جعلت فداك أخبرني عن قول الله وما وصف من الملائكة (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) ثم قال (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) كيف لا يفترون وهم يصلون على النبي؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لما خلق محمدا أمر الملائكة فقال: نقصوا من ذكري بمقدار الصلاة على محمد، فقول

(1) مجمع البيان ج 4 ص 299.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575