وهو القرآن، وقيل البينة القرآن والشاهد جبرئيل عليه السلام يتلو القرآن، وقيل فأمن كان على بينة من ربه وهو النبي صلى الله عليه وآله والشاهد علي بن أبي طالب عليه السلام يشهد له وهو منه، وهو المروي عن أهل البيت (1).
قوله: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) [46 / 10] هو عبد الله بن سلام (2) لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة نظر إلى وجهه فعلم أنه ليس بوجه كذاب وتأمله فتحقق أنه هو النبي المنتظر، وقال له: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ فقال عليه السلام: أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه وإن سبق ماء المرأة نزعته. فقال:
أشهد أنك رسول الله حقا. ثم قال:
يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإن علموا باسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك، فجاءت اليهود فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله: أي رجل عبد الله فيكم؟ فقالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا. قال:
أرأيتم ان أسلم عبد الله؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ". فقالوا: شرنا وابن شرنا وانتقصوه. قال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله وأحذر. قال سعد بن أبي وقاص: ما سمعت رسول الله يقول لاحد يمشي على وجه الأرض انه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزل (وشهد