ثم قال " ألا إن مالك بن الحرث قد قضى نحبه وأوفى بعهده ولقي ربه، فرحم الله مالكا لو كان جبلا لكان قدا ولو كان حجرا لكان صلدا، لله مالك وما مالك وهل قامت النساء عن مثل ذلك وهل موجود كما لك ". قال: فلما نزل ودخل القصر أقبل عليه رجال من قريش قالوا: لا شد ما جزعت عليه وقد هلك. قال: أما والله هلاكه قد أعز أهل المغرب وأذل أهل المشرق. قال:
وبكى عليه أياما وحزن عليه حزنا شديدا وقال: لا أرى مثله بعده أبدا (1).
وكان سبب هلاكه أنه لما جاء إلى علي عليه السلام مصاب محمد بن أبي بكر وقد قتله معاوية بن خدلج السكوني بمصر جزع عليه جزعا شديدا، ثم بعث إلى الأشتر ووجهه إلى مصر فصحبه نافع مولى عثمان بن عفان في الطريق فدس له السم بعسل وقتله، وحين بلغ معاوية خبره قام خطيبا في الناس فقال: إن عليا كانت له يمينان قطعت إحداهما بصفين - يعني عمارا - والأخرى اليوم، ثم حكى لم قصة قتله.
ش ت م الشتم: السب، بأن تصف الشئ بما هو إزراء ونقص، يقال: شتمه شتما من باب ضرب، والاسم: الشتيمة.
قال في المصباح: وقولهم " إن شتم فليقل إني صائم " يجوز أن يحمل على الكلام اللساني، فيقول ذلك بلسانه.
ويجوز حمله على الكلام النفساني، والمعنى لا يجيبه بلسانه، بل بقلبه ويجعل حاله حال من يقول ذلك. قال: ومثله قوله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله) [76 / 9] الآية وهم لا يقولون ذلك بلسانهم.
وشاتمه بمعنى شتمه، قال في المصباح:
المفاعلة إذا كانت من اثنين كانت من كل واحد، وإن كانت بينهما كانت من أحدهما ولا تكاد تستعمل المفاعلة من واحد ولها فعل ثلاثي من لفظها إلا نادرا، نحو صادمه بمعنى صدمه، وزاحمه بمعنى زحمه، وشاتمه بمعنى شتمه.