مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
نفي الجسمية في الأشباح وإثبات بعض لوازمها في عالم البرزخ، ومن هنا قال بعض الأفاضل: المنقول في الكافي وغيره عن أمير المؤمنين (ع) والأئمة من أولاده عليهم السلام يعطى أن تلك الأشباح ليست في كثافة الماديات ولا في لطافة المجردات، بل هي ذات جهتين وواسطة بين العالمين - انتهى كلامه، وهو حسن جيد يؤيده ما روي عنه (ع) من أن " الأرواح إذا فارقت الأبدان تكون كالأحلام التي ترى في المنام، فهي إلى عقاب أو ثواب حتى تبعث ".
وللغزالي كلام في كتاب الأربعين يليق ذكره هنا، وهو، إن الروح هي نفسك وحقيقتك، وهي أخفى الأشياء عليك، وأعنى بنفسك روحك التي هي خاصة الانسان المضافة إلى الله تعالى بقوله:
(قل الروح من أمر ربي) وقوله:
(ونفخت فيه من روحي) دون الروح الجسماني اللطيف الذي هو حامل قوة الحس والحركة التي تنبعث من القلب وتنتشر في جملة البدن في تجويف العروق الضوارب، فيفيض منها نور حس البصر على العين ونور السمع على الاذن، وكذلك سائر القوى والحركات والحواس كما يفيض من السراج نور على حيطان البيت إذا أدير في جوانبه، فإن هذه الروح تتشارك البهائم فيها وتنمحق بالموت، لأنه بخار اعتدل نضجه عند اعتدال المزاج الاخلاط، فإذا انحل المزاج بطل كما يبطل النور الفائض من السراج عند انطفاء السراج بانقطاع الدهن عنه أو بالنفخ فيه، وانقطاع الغذاء عن الحيوان يفسد هذه الروح، لان الغذاء له كالدهن للسراج والقتل له كالنفخ في السراج، وهذه الروح هي التي يتصرف في تقويمها وتعديلها علم الطب، ولا تحمل هذه الروح المعرفة والأمانة، بل الحامل للأمانة الروح الخاصة للانسان، ونعني بالأمانة تقلد عهدة التكليف، بأن تعرض لخطر الثواب والعقاب بالطاعة والمعصية، وهذه الروح لا تفنى ولا تموت بل تبقى بعد الموت إما في نعيم وسعادة أو في جحيم وشقاوة، فإنه محل المعرفة والتراب لا يأكل محل المعرفة والايمان أصلا، وقد نطقت به الاخبار وشهدت له شواهد الاستبصار،
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575