قوله تعالى: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) [5 / 16] الرضوان من الله ضد السخط، وقيل:
هو المدح على الطاعة والثناء، و " الرضى " مثله، فرضى الله ثوابه وسخطه عقابه من غير شئ يتداخله فيهيجه من حال إلى حال، لان ذلك من صفات المخلوقين العاجزين المحتاجين (1).
قوله تعالى: (وليرضوه) [6 / 113] أي ليرضوا ما أوحي إليهم من القول (وليقترفوا) أي وليكتسبوا من الاثم والمعاصي (ما هم مفترقون) وفى الحديث: " سبحان الله رضا نفسه " أي ما يقع منه سبحانه موقع الرضا أو ما يرضاه لنفسه.
وفي الدعاء: " وخذ لنفسك رضاء من نفسي " أي اجعل نفسي راضية بكل ما برد عليها منك - هكذا نقل عن بعض العارفين.
وفيه: " أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " قيل: قدم الرضا لان المعافاة من العقوبة تحصل بالرضا، وانما ذكرها ليدل عليها مطابقة، فكنى عنها أولا ثم صرح بها ثانيا، ولان الرضا قد يعاقب لمصلحة أو لاستيفاء حق الغير.
وروي أنه بدأ بالمعافاة من العقوبة أولا ثم بالرضا ثانيا ليترقى من الأدنى إلى الأعلى، ثم لما ازداد يقينا قصر نظره على الذات فقال: " أعوذ بك منك " ثم لما ازداد قربا استحى من الاستعاذة على بساط القرب فالتجأ إلى الثناء فقال:
" لا أحصي ثناء عليك " ثم علم قصوره فقال: " أنت كما أثنيت على نفسك ".
وفى حديث الشيعة مع مخالفيهم:
" أرضوا ما رضي الله منهم من الضلال " أي أقروهم على ما أقرهم الله عليه، وليس