ح د ب ر وفى حديث الاستسقاء " اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين " اعتكرت: أي اختلطت. والحدابير جمع حدبار بالكسر: وهي الناقة الضامرة التي بدا عظم ظهرها من الهزال، فشبه السنين التي فيها الجدب والقحط بها. قال ذو الرمة:
حدابير ما تنفك إلا مناخة على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا (1) والخسف: الذل. والبلد القفر:
المفازة الخالية.
واعترض على قوله " إلا مناخة " فقيل إلا لا يجوز إقحامها هنا كما لا يجوز " ما زال زيد إلا قائما "، واعتذر له بأن تنفك هذه ليست ناقصة بل هي بمعنى تنفصل، أي لا تفارق أوطانها إلا مناخة على الخسف والذل.
ح د ث قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) [93 / 11] قيل التحديث بنعمة الله شكرها وإشاعتها وإظهارها.
وفي الحديث: " من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومن لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، والتحديث بنعمة الله شكر وتركه كفر " وقيل أي بالنبوة مبلغا، والصحيح أنه يعم جميع النعم ويشمل تعليم القرآن والشرائع.
قوله: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) [12 / 6] أي الرؤى جمع الرؤيا وتأويلها عبارتها وتفسيرها. وقيل هو معاني كتب الله وسنن الأنبياء وما غمض في الناس من مقاصدها يفسرها لهم ويشرحها، وهو اسم جمع للحديث.
قوله تعالى: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) [66 / 3] قال الشيخ أبو علي: بعض أزواجه هي حفصة (حديثا) أي كلا ما أمرها باخفائه فأظهرته.
قوله: (وجعلناهم أحاديث) [23 / 44] أي أخبارا وعبرا يتمثل بهم في الشر ولا يقال في الخير.