آتاه الله الملك " يتعلق بحاج، أي لان آتاه الله الملك أورثه البطر والعتو، فحاج إبراهيم عليه السلام لذلك، أو وضع المحاجة في ربه موضع ما وجب عليه من الشكر على إيتاء الملك، نحو قوله تعالى:
(وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)، ويجوز أن يكون حاج وقت أن آتاه الله الملك.
قوله تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) [3 / 61] قال الشيخ أبو علي " فمن حاجك " من النصارى " فيه " أي في عيسى عليه السلام " من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا، هلموا " ندع أبناءنا وأبناءكم " أي يدعو كل منا ومنكم أبناءه ونساءه ومن نفسه كنفسه أي المباهلة " ثم نبتهل " أي نتباهل، أي نقول: بهلة الله على الكاذب منا ومنكم و " البهلة " بالضم والفتح: اللعنة، هذا هو الأصل ثم استعمل في كل دعاه يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا.
ثم قال: نزلت الآيات في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما، ولما دعاهم النبي صلى الله عليه وآله إلى المباهلة قالوا:
حتى نرجع وننظر، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم:
يا عبد المسيح ما ترى؟ قال: والله لقد عرفتم أن محمدا نبي مرسل ولقد جاء كم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، وذلك بعد أن غدا النبي آخذا بيد على والحسن والحسين عليهم السلام بين يديه وفاطمة عليها السلام خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة، فقال الأسقف: إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها فلا تباهلوا فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله على أن يؤدوا إليه في كل عام ألفي حلة ألف في صفر وألف في رجب وعلى عارية ثلاثين