لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٢٧
وكنت إذا حللت بدار قوم، رحلت بخزية وتركت عارا ويروى لخزية. وفي الحديث: إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بخزية أي بجريمة يستحى ا منها، ومنه حديث الشعبي: فأصابتنا خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء أي خصلة استحيينا منها. وقوله تعالى: فهم في الدنيا خزي، قال أبو إسحق: معناه قتل إن كانوا حربا أو يجزوا إن كانوا ذمة.
وخزي منه وخزيه خزاية وخزى، مقصور: استحيا. وفي حديث يزيد بن شجرة: أنه خطب الناس في بعض مغازيه يحثهم على الجهاد فقال في آخر خطبته: انهكوا وجوه القوم ولا تخزوا الحور العين، قال أبو عبيد: قوله لا تخزوا ليس من الخزي لأنه لا موضع للخزي ههنا، ولكنه من الخزاية، وهي الاستحياء، يقال من الهلاك: خزي الرجل يخزى خزيا، ومن الحياء:
خزي يخزى خزاية، يقال: خزيت فلانا إذا استحييت منه، قال ذو الرمة:
خزاية أدركته، بعد جولته، من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب وقال القطامي يذكر ثورا وحشيا:
حرجا وكر كرور صاحب نجدة، خزي الحرائر أن يكون جبانا أي استحى. قال: والذي أراد ابن شجرة بقوله لا تخزوا الحور العين أي لا تجعلوهن يستحيين من فعلكم وتقصيركم في الجهاد، ولا تعرضوا لذلك منهن وانهكوا وجوه القوم ولا تولوا عنهم. وقال الليث: رجل خزيان وامرأة خزيا، وهو الذي عمل أمرا قبيحا فاشتد لذلك حياؤه وخزايته، والجمع الخزايا، قال جرير:
وإن حمى لم يحمه غير فرتنا، وغير ابن ذي الكيرين، خزيان ضائع وقد يكون الخزي بمعنى الهلاك والوقوع في بلية، ومنه حديث شارب الخمر: أخزاه الله، ويروى: خزاه الله أي قهره. يقال: خزاه يخزوه. وخازاني فلان فخزيته أخزيه: كنت أشد خزيا منه وكرهت أن أخزيه. وفي الدعاء: اللهم احشرنا غير خزايا ولا نادمين أي غير مستحيين من أعمالنا. وفي حديث وفد عبد القيس: غير خزايا ولا ندامى، خزايا: جمع خزيان وهو المستحيي. والخزاء، بالمد: نبت.
* خسا: الخسا: الفرد، وهي المخاسي جمع على غير قياس كمساو وأخواتها. وتخاسى الرجلان: تلاعبا بالزوج والفرد. يقال: خسا أو زكا أي فرد أو زوج، قال الكميت:
مكارم لا تحصى، إذا نحن لم نقل خسا وزكا فيما نعد خلالها الليث: خسا وزكا، فخسا كلمة محنتها أفراد الشئ، يلعب بالجوز فيقال خسا زكا، فخسا فرد وزكا زوج، كما يقال شفع ووتر، قال رؤبة:
لم يدر ما الزاكي من المخاسي وقال رؤبة أيضا:
حيران لا يشعر من حي ث أتى عن قبض من لاقى، أخاس أم زكا؟
يقول: لا يشعر أفرد هو أم زوج. قال: والأخاسي جمع خسا.
الفراء: العرب تقول للزوج
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست