لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢١٦
ويخصبوا فإن المطر سبب الخصب، ويجوز أن يكون من الحياة لأن الخصب سبب الحياة. وجاء في حديث عن ابن عباس، رحمه الله، أنه قال:
كان علي أمير المؤمنين يشبه القمر الباهر والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر، أشبه من القمر ضوءه وبهاءه ومن الأسد شجاعته ومضاءه ومن الفرات جوده وسخاءه ومن الربيع خصبه وحياءه. أبو زيد: تقول أحيا القوم إذا مطروا فأصابت دوابهم العشب حتى سمنت، وإن أرادوا أنفسهم قالوا حيوا بعد الهزال. وأحيا الله الأرض: أخرج فيها النبات، وقيل: إنما أحياها من الحياة كأنها كانت ميتة بالمحل فأحياها بالغيث.
والتحية: السلام، وقد حياه تحية، وحكى اللحياني: حياك الله تحية المؤمن. والتحية: البقاء. والتحية: الملك، وقول زهير بن جناب الكلبي:
ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحيه قيل: أراد الملك، وقال ابن الأعرابي: أراد البقاء لأنه كان ملكا في قومه، قال بن بري: زهير هذا هو سيد كلب في زمانه، وكان كثير الغارات وعمر عمرا طويلا، وهو القائل لما حضرته الوفاة:
أبني، إن أهلك فإنني قد بنيت لكم بنيه وتركتكم أولاد سا دات، زنادكم وريه ولكل ما نال الفتى قد نلته، إلا التحيه قال: والمعروف بالتحية هنا إنما هي بمعنى البقاء لا بمعنى الملك.
قال سيبويه: تحية تفعلة، والهاء لازمة، والمضاعف من الياء قليل لأن الياء قد تثقل وحدها لاما، فإذا كان قبلها ياء كان أثقل لها. قال أبو عبيد: والتحية في غير هذا السلام. الأزهري: قال الليث في قولهم في الحديث التحيات لله، قال: معناه البقاء لله، ويقال: الملك لله، وقيل: أراد بها السلام. يقال: حياك الله أي سلم عليك.
والتحية: تفعلة من الحياة، وإنما أدغمت لاجتماع الأمثال، والهاء لازمة لها والتاء زائدة. وقولهم: حياك الله وبياك اعتمدك بالملك، وقيل: أضحكك، وقال الفراء: حيك الله أبقاك الله.
وحيك الله أي ملكك الله. وحياك الله أي سلم عليك، قال: وقولنا في التشهد التحيات لله ينوى بها البقاء لله والسلام من الآفات والملك لله ونحو ذلك. قال أبو عمرو: التحية الملك، وأنشد قول عمرو بن معد يكرب:
أسير به إلى النعمان، حتى أنيخ على تحيته بجندي يعني على ملكه، قال ابن بري: ويروى أسير بها، ويروى: أؤم بها، وقبل البيت:
وكل مفاضة بيضاء زغف، وكل معاود الغارات جلد وقال خالد بن يزيد: لو كانت التحية الملك لما قيل التحيات لله، والمعنى السلامات من الآفات كلها، وجمعها لأنه أراد السلامة من كل آفة، وقال القتيبي: إنما قيل التحيات لله لا على الجمع لأنه كان في الأرض ملوك يحيون بتحيات مختلفة، يقال لبعضهم: أبيت اللعن، ولبعضهم: اسلم وانعم وعش ألف سنة، ولبعضهم: أنعم صباحا، فقيل لنا: قولوا التحيات لله أي الألفاظ التي تدل على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهي لله عز وجل.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست