لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٨
قال ابن بري: قال أبو القاسم الزجاجي في أماليه أخليت وجدتها خالية مثل أجبنته وجدته جبانا، فعلى هذا القول يكون مفعول أخليت محذوفا أي أخليتها. وفي حديث أم حبيبة: قالت له لست لك بمخلية أي لم أجدك خاليا من الزوجات غيري، قال: وليس من قولهم امرأة مخلية إذا خلت من الزوج. وخلا الرجل وأخلى: وقع في موضع خال لا يزاحم فيه. وفي المثل: الذئب مخليا أشد.
والخلاء، ممدود: البراز من الأرض. وألفيت فلانا بخلاء من الأرض أي بأرض خالية. وخلت الدار خلاء إذا لم يبق فيها أحد، وأخلاها الله إخلاء. وخلا لك الشئ وأخلى: بمعنى فرغ، قال معن بن أوس المزني:
أعاذل، هل يأتي القبائل حظها من الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا؟
ووجدت الدار مخلية أي خالية، وقد خلت الدار وأخلت.
ووجدت فلانة مخلية أي خالية. وفي الحديث عن ابن مسعود قال: إذا أدركت من الجمعة ركعة فإذا سلم الإمام فأخل وجهك وضم إليها ركعة، وإن لم تدرك الركوع فضل أربعا، قال شمر: قوله فأخل وجهك معناه فيما بلغنا استتر بإنسان أو شئ وصل ركعة أخرى، ويحمل الاستتار على أن لا يراه الناس مصليا ما فاته فيعرفوا تقصيره في الصلاة، أو لأن الناس إذا فرغوا من الصلاة انتشروا راجعين فأمره أن يستتر بشئ لئلا يمروا بين يديه. قال: ويقال أخل أمرك واخل بأمرك أي تفرد به وتفرغ له. وتخليت: تفرغت. وخلا على بعض الطعام إذا اقتصر عليه. وأخليت عن الطعام أي خلوت عنه. وقال اللحياني: تميم تقول خلا فلان على اللبن وعلى اللحم إذا لم يأكل معه شيئا ولا خلطه به، قال: وكنانة وقيس يقولون أخلى فلان على اللبن واللحم، قال الراعي:
رعته أشهرا وخلا عليها، فطار الني فيها واستغارا ابن الأعرابي: اخلولى إذا دام على أكل اللبن، واطلولى حسن كلامه، واكلولى (* قوله واكلولى هكذا في الأصل والتهذيب). إذا انهزم. وفي الحديث: لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، يعني الماء واللحم أي ينفرد بهما. يقال: خلا وأخلى، وقيل:
يخلو يعتمد، وأخلى إذا انفرد، ومنه الحديث: فاستخلاه البكاء أي انفرد به، ومنه قولهم: أخلى فلان على شرب اللبن إذا لم يأكل غيره، قال أبو موسى: قال أبو عمرو هو بالخاء المعجمة وبالحاء لا شئ. واستخلاه مجلسه أي سأله أن يخليه له. وفي حديث ابن عباس: كان أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، يتخلوا: من الخلاء وهو قضاء الحاجة، يعني يستحيون أن ينكشفوا عند قضائها تحت السماء. والخلاء، ممدود: المتوضأ لخلوه. واستخلى الملك فأخلاه وخلا به، وخلا الرجل بصاحبه وإليه ومعه، عن أبي إسحق، خلوا وخلاء وخلوة، الأخيرة عن اللحياني: اجتمع معه في خلوة. قال الله تعالى: وإذا خلوا إلى شياطيهنم، ويقال: إلى بمعنى مع كما قال تعالى: من أنصاري إلى الله. وأخلى مجلسه، وقيل: الخلاء والخلو المصدر، والخلوة الاسم. وأخلى به، كخلا، هذه عن اللحياني، قال: ويصلح أن يكون خلوت به أي
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست