لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٢
ولكنها انفتحت بحال هاء التأنيث فاعتمدت عليه لأنها لا تعتمد إلا على حرف متحرك بالفتحة وأسكنت الخاء فحول صرفها على الألف، وصارت الهاء تاء كأنها من أصل الكلمة ووقع الإعراب على التاء وألزمت الضمة التي كانت في الخاء الألف، وكذلك نحو ذلك، فافهم. وقال بعضهم: الأخ كان في الأصل أخو، فحذفت الواو لأنها وقعت طرفا وحركت الخاء، وكذلك الأب كان في الأصل أبو، وأما الأخت فهي في الأصل أخوة، فحذفت الواو كما حذفت من الأخ، وجعلت الهاء تاء فنقلت ضمة الواو المحذوفة إلى الألف فقيل أخت، والواو أخت الضمة. وقال بعض النحويين: سمي الأخ أخا لأن قصده قصد أخيه، وأصله من وخى أي قصد فقلبت الواو همزة. قال المبرد: الأب والأخ ذهب منهما الواو، تقول في التثنية أبوان وأخوان، ولم يسكنوا أوائلهما لئلا تدخل ألف الوصل وهي همزة على الهمزة التي في أوائلهما كما فعلوا في الابن والاسم اللذين بنيا على سكون أوائلهما فدخلتهما ألف الوصل. الجوهري: وأخت بينة الأخوة، وإنما قالوا أخت، بالضم، ليدل على أن الذاهب منه واو، وصح ذلك فيها دون الأخ لأجل التاء التي ثبتت في الوصل والوقف كالاسم الثلاثي. وقالوا: رماه الله بليلة لا أخت لها، وهي ليلة يموت.
وآخى الرجل مؤاخاة وإخاء ووخاء. والعامة تقول واخاه، قال ابن بري: حكى أبو عبيد في الغريب المصنف ورواه عن الزيديين آخيت وواخيت وآسيت وواسيت وآكلت وواكلت، ووجه ذلك من جهة القياس هو حمل الماضي على المستقبل إذ كانوا يقولون يواخي، بقلب الهمزة واوا على التخفيف، وقيل: إن واخاه لغة ضعيفة، وقيل: هي بدل.
قال ابن سيده: وأرى الوخاء عليها والاسم الأخوة، تقول: بيني وبينه أخوة وإخاء، وتقول: آخيته على مثال فاعلته، قال: ولغة طئ واخيته. وتقول: هذا رجل من آخائي بوزن أفعالي أي من إخواني. وما كنت أخا ولقد تأخيت وآخيت وأخوت تأخو أخوة وتآخيا، على تفاعلا، وتأخيت أخا أي اتخذت أخا. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، آخى بين المهاجرين والأنصار أي ألف بينهم بأخوة الإسلام والإيمان. الليث: الإخاء المؤاخاة والتأخي، والأخوة قرابة الأخ، والتأخي اتخاذ الإخوان. وفي صفة أبي بكر: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خوة الإسلام، قال ابن الأثير: كذا جاء في رواية، وهي لغة في الأخوة. وأخوت عشرة أي كنت لهم أخا. وتأخى الرجل: اتخذه أخا أو دعاه أخا. ولا أخا لك بفلان أي ليس لك بأخ، قال النابغة:
وأبلغ بني ذبيان أن لا أخا لهم بعبس، إذا حلوا الدماخ فأظلما وقوله:
ألا بكر الناعي بأوس بن خالد، أخي الشتوة الغراء والزمن المحل وقول الآخر:
ألا هلك ابن قران الحميد، أبو عمرو أخو الجلى يزيد قال ابن سيده: قد يجوز أن يعنيا بالأخ هنا الذي يكفيهما ويعين عليهما فيعود إلى معنى الصحبة، وقد يكون أنهما يفعلان فيهما الفعل الحسن
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست