لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٠
الظاهر، وأجاز أبو علي أن يكون لك خبرا ويكون أخا مقصورا تاما غير مضاف كقولك لا عصا لك، والجمع من كل ذلك أخون وآخاء وإخوان وأخوان وإخوة وأخوة، بالضم، هذا قول أهل اللغة، فأما سيبويه فالأخوة، بالضم، عنده اسم للجمع وليس بجمع، لأن فعلا ليس مما يكسر على فعلة، ويدل على أن أخا فعل مفتوحة العين جمعهم إياها على أفعال نحو آخاء، حكاه سيبويه عن يونس، وأنشد أبو علي:
وجدتم بنيكم دوننا، إذ نسبتم، وأي بني الآخاء تنبو مناسبه؟
وحكى اللحياني في جمعه أخوة، قال: وعندي أنه أخو على مثال فعول، ثم لحقت الهاء لتأنيث الجمع كالبعولة والفحولة. ولا يقال أخو وأبو إلا مضافا، تقول: هذا أخوك وأبوك ومررت بأخيك وأبيك ورأيت أخاك وأباك، وكذلك حموك وهنوك وفوك وذو مال، فهذه الستة الأسماء لا تكون موحدة إلا مضافة، وإعرابها في الواو والياء والألف لأن الواو فيها وإن كانت من نفس الكلمة ففيها دليل على الرفع، وفي الياء دليل على الخفض، وفي الألف دليل على النصب، قال ابن بري عند قوله لا تكون موحدة إلا مضافة وإعرابها في الواو والياء والألف، قال:
ويجوز أن لا تضاف وتعرب بالحركات نحو هذا أب وأخ وحم وفم ما خلا قولهم ذو مال فإنه لا يكون إلا مضافا، وأما قوله عز وجل: فإن كان له إخوة فلأمه السدس، فإن الجمع ههنا موضوع موضع الاثنين لأن الاثنين يوجبان لها السدس. والنسبة إلى الأخ أخوي، وكذلك إلى الأخت لأنك تقول أخوات، وكان يونس يقول أختي، وليس بقياس. وقوله عز وجل: وإخوانهم يمدونهم في الغي، يعني بإخوانهم الشياطين لأن الكفار إخوان الشياطين. وقوله: فإخوانكم في الدين أي قد درأ عنهم إيمانهم وتوبتم إثم كفرهم ونكثهم العهود.
وقوله عز وجل: وإلى عاد أخاهم هودا، ونحوه قال الزجاج، قيل في الأنبياء أخوهم وإن كانوا كفرة، لأنه إنما يعني أنه قد أتاهم بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم، عليه السلام، وهو أحج، وجائز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم فيكون أفهم لهم بأن يأخذوه عن رجل منهم.
وقولهم: فلان أخو كربة وأخو لزبة وما أشبه ذلك أي صاحبها. وقولهم:
إخوان العزاء وإخوان العمل وما أشبه ذلك إنما يريدون أصحابه وملازميه، وقد يجوز أن يعنوا به أنهم إخوانه أي إخوته الذين ولدوا معه، وإن لم يولد العزاء ولا العمل ولا غير ذلك من الأغراض، غير أنا لم نسمعهم يقولون إخوة العزاء ولا إخوة العمل ولا غيرهما، إنما هو إخوان، ولو قالوه لجاز، وكل ذلك على المثل، قال لبيد: إنما ينجح إخوان العمل يعني من دأب وتحرك ولم يقم، قال الراعي:
على الشوق إخوان العزاء هيوج أي الذين يصبرون فلا يجزعون ولا يخشعون والذين هم أشقاء العمل والعزاء. وقالوا: الرمح أخوك وربما خانك. وأكثر ما يستعمل الإخوان في الأصدقاء والإخوة في الولادة، وقد جمع بالواو والنون، قال عقيل بن علفة المري:
وكان بنو فزارة شر قوم، وكنت لهم كشر بني الأخينا قال ابن بري: وصوابه:
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست