لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٣
فيكسبانه الثناء والحمد فكأنه لذلك أخ لهما، وقوله: والخمر ليست من أخيك ول‍ - كن قد تغر بآمن الحلم فسره ابن الأعرابي فقال: معناه أنها ليست بمحابيتك فتكف عنك بأسها، ولكنها تنمي في رأسك، قال: وعندي أن أخيك ههنا جمع أخ لأن التبعيض يقتضي ذلك، قال: وقد يجوز أن يكون الأخ ههنا واحدا يعنى به الجمع كما يقع الصديق على الواحد والجمع. قال تعالى:
ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم، وقال:
دعها فما النحوي من صديقها ويقال: تركته بأخي الخير أي تركته بشر. وحكى اللحياني عن أبي الدينار وأبي زياد: القوم بأخي الشر أي بشر. وتأخيت الشئ: مثل تحريته. الأصمعي في قوله: لا أكلمه إلا أخا السرار أي مثل السرار. ويقال: لقي فلان أخا الموت أي مثل الموت، وأنشد: لقد علقت كفي عسيبا بكزة صلا آرز لاقى أخا الموت جاذبه وقال امرؤ القيس:
عشية جاوزنا حماة، وسيرنا أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا أي سيرنا جاهد. والأرز: الضيق والاكتناز. يقال: دخلت المسجد فكان مأرزا أي غاصا بأهله، هذا كله من ذوات الألف، ومن ذوات الياء الأخية والأخية، والآخية، بالمد والتشديد، واحدة الأواخي: عود يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه ويصير وسطه كالعروة تشد إليه الدابة، وقال ابن السكيت: هو أن يدفن طرفا قطعة من الحبل في الأرض وفيه عصية أو حجير ويظهر منه مثل عروة تشد إليه الدابة، وقيل: هو حبل يدفن في الأرض ويبرز طرفه فيشد به. قال أبو منصور: سمعت بعض العرب يقول للحبل الذي يدفن في الأرض مثنيا ويبرز طرفاه الآخران شبه حلقة وتشد به الدابة آخية. وقال أعرابي لآخر: أخ لي آخية أربط إليها مهري، وإنما تؤخى الآخية في سهولة الأرضين لأنها أرفق بالخيل من الأوتاد الناشزة عن الأرض، وهي أثبت في الأرض السهلة من الوتد. ويقال للأخية: الإدرون، والجمع الأدارين. وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري: مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخيته يحول ثم يرجع إلى آخيته، وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان، ومعنى الحديث أنه يبعد عن ربه بالذنوب، وأصل إيمانه ثابت، والجمع أخايا وأواخي مشددا، والأخايا على غير قياس مثل خطية وخطايا وعلتها كعلتها. قال أبو عبيد: الأخية العروة تشد بها الدابة مثنية في الأرض. وفي الحديث: لا تجعلوا ظهوركم كأخايا الدواب، يعني في الصلاة، أي لا تقوسوها في الصلاة حتى تصير كهذه العرى. ولفلان عند الأمير آخية ثابتة، والفعل أخيت آخية تأخية. قال:
وتأخيت أنا اشتقاقه من آخية العود، وهي في تقدير الفعل فاعولة، قال: ويقال آخية، بالتخفيف، ويقال: آخى فلان في فلان آخية فكفرها إذا اصطنعه وأسدى إليه، وقال الكميت:
ستلقون ما آخيكم في عدوكم عليكم، إذا ما الحرب ثار عكوبها ما: صلة، ويجوز أن تكون ما بمعنى أي كأنه
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست