لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٥
أراد الهمز فتركه إلا أنه عقد الباب بفعلاء ففضح ذاته وأبان هناته.
وفي التنزيل العزيز: أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا، قال أبو إسحق: معناه يرجعكم إلى نفسه، وأتى الأمر من مأتاه ومأتاته أي من جهته ووجهه الذي يؤتى منه، كما تقول: ما أحسن معناة هذا الكلام، تريد معناه، قال الراجز:
وحاجة كنت على صماتها أتيتها وحدي من مأتاتها وآتى إليه الشئ: ساقه.
والأتي: النهر يسوقه الرجل إلى أرضه، وقيل: هو المفتح، وكل مسيل سهلته لماء أتي، وهو الأتي، حكاه سيبويه، وقيل:
الأتي جمع. وأتى لأرضه أتيا: ساقه، أنشد ابن الأعرابي لأبي محمد الفقعسي:
تقذفه في مثل غيطان التيه، في كل تيه جدول تؤتيه شبه أجوافها في سعتها بالتيه، وهو الواسع من الأرض.
الأصمعي: كل جدول ماء أتي، وقال الراجز:
ليمخضن جوفك بالدلي، حتى تعودي أقطع الأتي قال: وكان ينبغي (* قوله وكان ينبغي إلخ هذه عبارة التهذيب وليست فيه لفظة قطعا). أن يقول قطعا قطعاء الأتي لأنه يخاطب الركية أو البئر، ولكنه أراد حتى تعودي ماء أقطع الأتي، وكان يستقي ويرتجز بهذا الرجز على رأس البئر.
وأتى للماء: وجه له مجرى. ويقال: أت لهذا الماء فتهيئ له طريقه. وفي حديث ظبيان في صفة ديار ثمود قال: وأتوا جداولها أي سهلوا طرق المياه إليها. يقال: أتيت الماء إذا أصلحت مجراه حتى يجري إلى مقاره. وفي حديث بعضهم: أنه رأى رجلا يؤتي الماء في الأرض أي يطرق، كأنه جعله يأتي إليها أي يجئ.
والأتي والإتاء: ما يقع في النهر (* قوله والأتي والإتاء ما يقع في النهر هكذا ضبط في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: والأتي كرضا، وضبطه بعض كعدي، والأتاء كسماء، وضبطه بعض ككساء: ما يقع في النهر من خشب أو ورق). من خشب أو ورق، والجمع آتاء وأتي، وكل ذلك من الإتيان.
وسيل أتي وأتاوي: لا يدرى من أين أتى، وقال اللحياني: أي أتى ولبس مطره علينا، قال العجاج:
كأنه، والهول عسكري، سيل أتي مده أتي ومنه قول المرأة التي هجت الأنصار، وحبذا هذا الهجاء:
أطعتم أتاوي من غيركم، فلا من مراد ولا مذحج أرادت بالأتاوي النبي، صلى الله عليه وسلم، فقتلها بعض الصحابة فأهدر دمها، وقيل: بل السيل مشبه بالرجل لأنه غريب مثله، قال:
لا يعدلن أتاويون تضربهم نكباء صر بأصحاب المحلات قال الفارسي: ويروى لا يعدلن أتاويون، فحذف المفعول، وأراد:
لا يعدلن أتاويون شأنهم كذا أنفسهم. وروي أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سأل عاصم بن عدي الأنصاري عن ثابت بن الدحداح وتوفي، فقال: هل تعلمون له نسبا فيكم؟ فقال:
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست