لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٥
قد صم عن سماعها، وقد يستعمل في العقرب، أنشد ابن الأعرابي:
قرطك الله، على الأذنين، عقاربا صما وأرقمين ورجل أصم: لا يطمع فيه ولا يرد عن هواه كأنه ينادى فلا يسمع. وصم صداه أي هلك. والعرب تقول: أصم الله صدى فلان أي أهلكه، والصدى: الصوت الذي يرده الجبل إذا رفع فيه الإنسان صوته، قال امرؤ القيس:
صم صداها وعفا رسمها، واستعجمت عن منطق السائل ومنه قولهم: صمي ابنة الجبل مهما يقل تقل، يريدون بابنة الجبل الصدى. ومن أمثالهم: أصم على جموح (* قوله ومن أمثالهم أصم على جموح إلخ المناسب أن يذكر بعد قوله: كأنه ينادى فلا يسمع كما هي عبارة المحكم)، يضرب مثلا للرجل الذي هذه الصفة صفته، قال:
فأبلغ بني أسد آية، إذا جئت سيدهم والمسودا فأوصيكم بطعان الكماة، فقد تعلمون بأن لا خلودا وضرب الجماجم ضرب الأصم‍ - م حنظل شابة، يجني هبيدا ويقال: ضربه ضرب الأصم إذا تابع الضرب وبالغ فيه، وذلك أن الأصم إذا بالغ يظن أنه مقصر فلا يقلع. ويقال:
دعاه دعوة الأصم إذا بالغ به في النداء، وقال الراجز يصف فلاة: يدعى بها القوم دعاء الصمان ودهر أصم: كأنه يشكى إليه فلا يسمع.
وقولهم: صمي صمام، يضرب للرجل يأتي الداهية أي اخرسي يا صمام. الجوهري: ويقال للداهية: صمي صمام، مثل قطام، وهي الداهية أي زيدي، وأنشد ابن بري للأسود بن يعفر:
فرت يهود وأسلمت جيرانها، صمي، لما فعلت يهود، صمام ويقال: صمي ابنة الجبل، يعني الصدى، يضرب أيضا مثلا للداهية الشديدة كأنه قيل له اخرسي يا داهية، ولذلك قيل للحية التي لا تجيب الراقي صماء، لأن الرقى لا تنفعها، والعرب تقول للحرب إذا اشتدت وسفك فيها الدماء الكثيرة: صمت حصاة بدم، يريدون أن الدماء لما سفكت وكثرت استنقعت في المعركة، فلو وقعت حصاة على الأرض لم يسمع لها صوت لأنها لا تقع إلا في نجيع، وهذا المعنى أراد امرؤ القيس بقوله صمي ابنة الجبل، ويقال: أراد الصدى. قال ابن بري: قوله حصاة بدم ينبغي أن يكون حصاة بدمي، بالياء، وبيت امرئ القيس بكماله هو:
بدلت من وائل وكندة عد وان وفهما، صمي ابنة الجبل قوم يحاجون بالبهام ونسوان قصار، كهيئة الحجل المحكم: صمت حصاة بدم أي أن الدم كثر حتى ألقيت فيه الحصاة فلم يسمع لها صوت، وأنشد ابن الأعرابي لسدوس بنت ضباب:
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست