لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٨٩
بما حوله، وقال الراجز:
جاء الشتاء، وقميصي أخلاق شراذم، يضحك منه التواق والتواق: ابنه. ويقال جبة خلق، بغير هاء، وجديد، بغير هاء أيضا، ولا يجوز جبة خلقة ولا جديدة. وقد خلق الثوب، بالضم، خلوقة أي بلي، وأخلق الثوب مثله. وثوب خلق: بال، وأنشد ابن بري لشاعر: كأنهما، والآل يجري عليهما من البعد، عينا برقع خلقان قال الفراء: وإنما قيل له خلق بغير هاء لأنه كان يستعمل في الأصل مضافا فيقال أعطني خلق جبتك وخلق عمامتك، ثم استعمل في الإفراد كذلك بغير هاء، قال الزجاجي في شرح رسالة أدب الكاتب: ليس ما قاله الفراء بشئ لأنه يقال له فلم وجب سقوط الهاء في الإضافة حتى حمل الإفراد عليها؟ ألا ترى أن إضافة المؤنث إلى المؤنث لا توجب إسقاط العلاقة منه، كقوله مخدة هند ومسورة زينب وما أشبه ذلك؟ وحكى الكسائي: أصبحت ثيابهم خلقانا وخلقهم جددا، فوضع الواحد موضع الجمع الذي هو الخلقان. وملحفة خليق: صغروه بلا هاء لأنه صفة والهاء لا تلحق تصغير الصفات، كما قالوا نصيف في تصغير امرأة نصف.
وأخلق الدهر الشئ: أبلاه، وكذلك أخلق السائل وجهه، وهو على المثل. وأخلقه خلقا: أعطاه إياها. وأخلق فلان فلانا: أعطاه ثوبا خلقا. وأخلقته ثوبا إذا كسوته ثوبا خلقا، وأنشد ابن بري شاهدا على أخلق الثوب لأبي الأسود الدؤلي:
نظرت إلى عنوانه فنبذته، كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا وفي حديث أم خالد: قال لها، صلى الله عليه وسلم: أبلي وأخلقي، يروى بالقاف والفاء، فبالقاف من إخلاق الثوب وتقطيعه من خلق الثوب وأخلقه، والفاء بمعنى العوض والبدل، قال: وهو الأشبه. وحكى ابن الأعرابي: باعه بيع الخلق، ولم يفسره، وأنشد:
أبلغ فزارة أني قد شريت لها مجد الحياة بسيفي، بيع ذي الخلق والأخلق: اللين الأملس المصمت. والأخلق: الأملس من كل شئ. وهضبة خلقاء: مصمتة ملساء لا نبات بها. وقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: ليس الفقير الذي لا مال له إنما الفقير الأخلق الكسب، يعني الأملس من الحسنات الذي لم يقدم لآخرته شيئا يثاب عليه، أراد أن الفقر الأكبر إنما هو فقر الآخرة وأن فقر الدنيا أهون الفقرين، ومعنى وصف الكسب بذلك أنه وافر منتظم لا يقع فيه وكس ولا يتحيفه نقص، كقول النبي، صلى الله عليه وسلم: ليس الرقوب الذي لا يبقى له ولد وإنما الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا، قال أبو عبيد: قول عمر، رضي الله عنه، هذا مثل للرجل الذي لا يرزأ في ماله، ولا يصاب بالمصائب، ولا ينكب فيثاب على صبره فيه، فإذا لم يصب ولم ينكب كان فقيرا من الثواب، وأصل هذا أن يقال للجبل المصمت الذي لا يؤثر فيه شئ أخلق. وفي حديث فاطمة بنت قيس: وأما معاوية فرجل أخلق من المال أي خلو عار، من قولهم حجر أخلق أي أملس مصمت لا يؤثر فيه شئ.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515