بما حوله، وقال الراجز:
جاء الشتاء، وقميصي أخلاق شراذم، يضحك منه التواق والتواق: ابنه. ويقال جبة خلق، بغير هاء، وجديد، بغير هاء أيضا، ولا يجوز جبة خلقة ولا جديدة. وقد خلق الثوب، بالضم، خلوقة أي بلي، وأخلق الثوب مثله. وثوب خلق: بال، وأنشد ابن بري لشاعر: كأنهما، والآل يجري عليهما من البعد، عينا برقع خلقان قال الفراء: وإنما قيل له خلق بغير هاء لأنه كان يستعمل في الأصل مضافا فيقال أعطني خلق جبتك وخلق عمامتك، ثم استعمل في الإفراد كذلك بغير هاء، قال الزجاجي في شرح رسالة أدب الكاتب: ليس ما قاله الفراء بشئ لأنه يقال له فلم وجب سقوط الهاء في الإضافة حتى حمل الإفراد عليها؟ ألا ترى أن إضافة المؤنث إلى المؤنث لا توجب إسقاط العلاقة منه، كقوله مخدة هند ومسورة زينب وما أشبه ذلك؟ وحكى الكسائي: أصبحت ثيابهم خلقانا وخلقهم جددا، فوضع الواحد موضع الجمع الذي هو الخلقان. وملحفة خليق: صغروه بلا هاء لأنه صفة والهاء لا تلحق تصغير الصفات، كما قالوا نصيف في تصغير امرأة نصف.
وأخلق الدهر الشئ: أبلاه، وكذلك أخلق السائل وجهه، وهو على المثل. وأخلقه خلقا: أعطاه إياها. وأخلق فلان فلانا: أعطاه ثوبا خلقا. وأخلقته ثوبا إذا كسوته ثوبا خلقا، وأنشد ابن بري شاهدا على أخلق الثوب لأبي الأسود الدؤلي:
نظرت إلى عنوانه فنبذته، كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا وفي حديث أم خالد: قال لها، صلى الله عليه وسلم: أبلي وأخلقي، يروى بالقاف والفاء، فبالقاف من إخلاق الثوب وتقطيعه من خلق الثوب وأخلقه، والفاء بمعنى العوض والبدل، قال: وهو الأشبه. وحكى ابن الأعرابي: باعه بيع الخلق، ولم يفسره، وأنشد:
أبلغ فزارة أني قد شريت لها مجد الحياة بسيفي، بيع ذي الخلق والأخلق: اللين الأملس المصمت. والأخلق: الأملس من كل شئ. وهضبة خلقاء: مصمتة ملساء لا نبات بها. وقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: ليس الفقير الذي لا مال له إنما الفقير الأخلق الكسب، يعني الأملس من الحسنات الذي لم يقدم لآخرته شيئا يثاب عليه، أراد أن الفقر الأكبر إنما هو فقر الآخرة وأن فقر الدنيا أهون الفقرين، ومعنى وصف الكسب بذلك أنه وافر منتظم لا يقع فيه وكس ولا يتحيفه نقص، كقول النبي، صلى الله عليه وسلم: ليس الرقوب الذي لا يبقى له ولد وإنما الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا، قال أبو عبيد: قول عمر، رضي الله عنه، هذا مثل للرجل الذي لا يرزأ في ماله، ولا يصاب بالمصائب، ولا ينكب فيثاب على صبره فيه، فإذا لم يصب ولم ينكب كان فقيرا من الثواب، وأصل هذا أن يقال للجبل المصمت الذي لا يؤثر فيه شئ أخلق. وفي حديث فاطمة بنت قيس: وأما معاوية فرجل أخلق من المال أي خلو عار، من قولهم حجر أخلق أي أملس مصمت لا يؤثر فيه شئ.