لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٤٧٧
السماك الرامح تسميها الصبيان قصعة المساكين، وسميت قصعة المساكين لأن في جانبها ثلمة، وكذلك تلك الكواكب المجتمعة في جانب منها فضاء. ويقال: ناقة متفككة إذا أقربت فاسترخى صلواها وعظم ضرعها ودنا نتاجها، شبهت بالشئ يفك فيتفكك أي يتزايل وينفرج، وكذلك ناقة مفكة قد أفكت، وناقة مفكهة ومفكة بمعناها، قال: وذهب بعضهم بتفكك الناقة إلى شدة ضبعتها، وروى الأصمعي:
أرغثتهم ضرعها الدن‍ - يا، وقامت تتفكك انفشاح الناب للسق‍ - ب، متى ما يدن تحشك أبو عبيد: المتفككة من الخيل الوديق التي لا تمتنع عن الفحل.
وما انفك فلان قائما أي ما زال قائما. وقوله عز وجل: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة، قال الزجاج: المشركين في موضع نسق على أهل الكتاب، المعنى لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين، وقوله منفكين حتى تأتيهم البينة أي لم يكونوا منفكين حتى تأتيهم البينة أي لم يكونوا منفكين من كفرهم أي منتهين عن كفرهم، وهو قول مجاهد، وقال الأخفش:
منفكين زائلين عن كفرهم، وقال مجاهد: لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبين لهم الحق، وقال أبو عبد الله نفطويه: معنى قوله منفكين يقول لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى أتتهم البينة التي أبينت لهم في التوراة من صفة محمد، صلى الله عليه وسلم، ونبوته، وتأتيهم لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي، وأكد ذلك فقال تعالى: وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة، ومعناه أن فرق أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا مقرين قبل مبعث محمد، صلى الله عليه وسلم، أنه مبعوث، وكانوا مجتمعين على ذلك، فلما بعث تفرقوا فرقتين كل فرقة تنكره، وقيل: معنى وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة أنه لم يكن بينهم اختلاف في أمده، فلما بعث آمن به بعضهم وجحد الباقون وحرفوا في أمره، فلما بعث آمن به بعضهم وجحد الباقون وحرفوا وبدلوا ما في كتابهم من صفته ونبوته، قال الفراء: قد يكون الانفكاك على جهة يزال، ويكون على الانفكاك الذي نعرفه، فإذا كان على جهة يزال فلا بد لها من فعل وأن يكون معناها جحدا، فتقول ما إنفككت أذكرك، تريد ما زلت أذكرك، وإذا كانت على غير جهة يزال قلت قد إنفككت منك وانفك الشئ من الشئ، فتكون بلا جحد وبلا فعل، قال ذو الرمة:
قلائص لا تنفك إلا مناخة على الخسف، أو نرمي بها بلدا قفرا فلم يدخل فيها إلا: إلا، وهو ينوي به التمام، وخلاف يزال لأنك لا تقول ما زلت إلا قائما. وأنشد الجوهري هذا البيت حراجيج ما تنفك، وقال: يريد ما تنفك مناخه فزاد إلا، قال ابن بري: الصواب أن يكون خبر تنفك قوله على الخسف، وتكون إلا مناخة نصبا على الحال، تقديره ما تنفك على الخسف والإهانة إلا في حال الإناخة فإنها تستريح، قال الأزهري: وقول الله تعالى منفكين ليس من باب ما انفك وما زال، إنما هو من انفكاك الشئ من الشئ إذا انفصل عنه وفارقه، كما فسره ابن عرفة، والله أعلم. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: فك فلان أي خلص وأريح من الشئ، ومنه قوله منفكين، قال: معناه لم يكونوا
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515