ونحن صبحنا آل نجران غارة:
تميم بن مر والرماح النوادسا يقول: سقيناهم خيلا مغيرة، ونصب تميم بن مر على أنه بدل من غارة، قال ابن بري: ولا يصح أن يكون بدلا من آل نجران لفساد المعنى، إذ المعنى أنهم صبحوا أهل نجران بتميم بن مر وبرماح أصحابه، فأهل نجران هم المطعونون بالرماح، والطاعن لهم تميم وأصحابه، فلو جعلته بدلا من آل نجران لا نقلب المعنى فثبت أنها بدل من غارة. وأغار على القوم إغارة وغارة: دفع عليهم الخيل، وقيل: الإغاة المصدر والغارة الاسم من الإغارة على العدو، قال ابن سيده: وهو الصحيح. وتغاور القوم: أغار بعضهم على بعض. وغاورهم مغاورة، وأغار على العدو يغير إغارة ومغارا.
وفي الحديث: من دخل إلى طعام لم يدع إليه دخل سارقا وخرج مغيرا، المغير اسم فاعل من أغار يغير إذا نهب، شبه دخوله عليهم بدخول السارق وخروجه بمن أغار على قوم ونهبهم. وفي حديث قيس بن عاصم: كنت أغاورهم في الجاهلية أي أغير عليهم ويغيرون علي، والمغاورة مفاعلة، وفي قول عمرو بن مرة:
وبيض تلالا في أكف المغاور المغاور، بفتح الميم: جمع مغاور بالضم، أو جمع مغوار بحذف الألف أو حذف الياء من المغاوير. والمغوار: المبالغ في الغارة.
وفي حديث سهل، رضي الله عنه: بعثنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزارة فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي، قال ابن الأثير:
المغار، بالضم، موضع الغارة كالمقام موضع الإقامة، وهي الإغارة نفسها أيضا. وفي حديث علي: قال يوم الجمل: مل ظنك بامرئ جمع بين هذين الغارين؟ أي الجيشين، قال ابن الأثير: هكذا أخرجه أبو موسى في الغين والواو، وذكره الهروي في الغين والياء، وذكر حديث الأحنف وقوله في الزبير، رضي الله عنه، قال: والجوهري ذكره في الواو، قال: والواو والياء متقاربان في الانقلاب، ومنه حديث فتنة الأزد: ليجمعا بين هذين الغارين. والغارة: الجماعة من الخيل إذا أغارت. ورجل مغوار بين الغوار: مقاتل كثير الغارات على أعدائه، ومغاور كذلك، وقوم مغاوير وخيل مغيرة. وفرس مغوار: سريع، وقال اللحياني: فرس معوار شديد العدو، قال طفيل:
عناجيج من آل الوجيه، ولاحق، مغاوير فيها للأريب معقب الليث: فرس مغار شديد المفاصل. قال الأزهري: معناه شدة الأسر كأنه فتل فتلا. الجوهري: أغار أي شد العدو وأسرع. وأغار الفرس إغارة وغارة: اشتد عدوه وأسرع في الغارة وغيرها، والمغيرة والمغيرة: الخيل التي تغير. وقالوا في حديث الحج: أشرق ثبير كيما نغير أي ننفر ونسرع للنحر وندفع للحجارة، وقال يعقوب:
الإغارة هنا الدفع أي ندفع للنفر، وقيل: أراد نغير على لحوم الأضاحي، من الإغارة: النهب، وقيل: ندخل في الغور، وهو المنخفض من الأرض على لغة من قال أغار إذا أتى الغور، ومنه قولهم: أغار إغارة الثعلب إذا أسرع ودفع في عدوه. ويقال للخيل المغيرة: غارة.
وكانت العرب تقول للخيل إذا شنت على حي نازلين: فيحي فياح أي اتسعي وتفرقي أيتها الخيل بالحي، ثم قيل للنهب غارة،