لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٢٧٥
جمع وتر، بالكسر، وهي الجناية، قال ابن شميل: معناه لا تطلبوا عليها الأوتار والذحول التي وترتم عليها في الجاهلية. قال: ومنه حديث علي يصف أبا بكر: فأدركت أوتار ما طلبوا. وفي الحديث: إنها لخيل لو كانوا يضربونها على الأوتار. قال أبو عبيد في تفسير وقوله: ولا تقلدوها الأوتار، قال: غير هذا الوجه أشبه عندي بالصواب، قال: سمعت محمد بن الحسن يقول: معنى الأوتار ههنا أوتار القسي، وكانوا يقلدونها أوتار القسي فتختنق، فقال: لا تقلدوها. وروي: عن جابر: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر بقطع الأوتار من أعناق الخيل. قال أبو عبيد: وبلغني أن مالك بن أنس قال: كانوا يقلدونها أوتار القسي لئلا تصيبها العين فأمرهم بقطعها يعلمهم أن الأوتار لا ترد من أمر الله شيئا، قال: وهذا شبيه بما كره من التمائم، ومنه الحديث: من عقد لحيته أو تقلد وترا، كانوا يزعمون أن التقلد بالأوتار يرد العين ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.
والتواتر: التتابع، وقيل: هو تتابع الأشياء وبينها فجوات وفترات. وقال اللحياني: تواترت الإبل والقطا وكل شئ إذا جاء بعضه في إثر بعض ولم تجئ مصطفة، وقال حميد بن ثور:
قرينة سبع، وإن تواترن مرة، ضربن وصفت أرؤس وجنوب وليست المتواترة كالمتداركة والمتتابعة. وقال مرة:
المتواتر الشئ يكون هنيهة ثم يجئ الآخر، فإذا تتابعت فليست متواترة، وإنما هي متداركة ومتتابعة على ما تقدم. ابن الأعرابي: ترى يتري إذا تراخى في العمل فعمل شيئا بعد شئ. الأصمعي: واترت الخبر أتبعت وبين الخبرين هنيهة. وقال غيره: المواترة المتابعة، وأصل هذا كله من الوتر، وهو الفرد، وهو أني جعلت كل واحد بعد صاحبه فردا فردا.
والمتواتر: كل قافية فيها حرف متحرك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفعلن وفل إذا اعتمد على حرف ساكن نحو فعولن فل، وإياه عنى أبو الأسود بقوله:
وقافية حذاء سهل رويها، كسرد الصناع، ليس فيها تواتر أي ليس فيها توقف ولا فتور. وأوتر بين أخباره وكتبه وواترها مواترة ووتارا: تابع وبين كل كتابين فترة قليلة. والخبر المتواتر: أن يحدثه واحد عن واحد، وكذلك خبر الواحد مثل المتواتر. والمواترة: المتابعة، ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة، وإلا فهي مداركة ومواصلة. ومواترة الصوم:
أن يصوم يوما ويفطر يوما أو يومين، ويأتي به وترا، قال: ولا يراد به المواصلة لأن أصله من الوتر، وكذلك واترت الكتب فتواترت أي جاءت بعضها في إثر بعض وترا وترا من غير أن تنقطع. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها أولا في البروك ثم تضع الأخرى ولا تضعهما معا فتشق على الراكب. الأصمعي: المواترة من النوق هي التي لا ترفع يدا حتى تستمكن من الأخرى، وإذا بركت وضعت إحدى يديها، فإذا اطمأنت وضعت الأخرى فإذا اطمأنت وضعتهما جميعا ثم تضع وركيها قليلا قليلا، والتي لا تواتر تزج بنفسها زجا فتشق على راكبها عند البروك. وفي كتاب هشام إلى عامله: أن أصب لي ناقة مواترة، هي التي تضع قوائمها بالأرض وترا وترا عند البروك ولا تزج نفسها
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست