لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٢٧٤
سبعة، ولا تستنج بالشفع، وكذلك يوتر الإنسان صلاة الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في آخرها ركعة توتر له ما قد صلى، وأوتر صلاته. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن.
وقد قال: الوتر ركعة واحدة. والوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح، وقوله:
أوتروا، أمر بصلاة الوتر، وهو أن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة ويضيفها إلى ما قبلها من الركعات.
والوتر والوتر والترة والوتيرة: الظلم في الذحل، وقيل:
هو الذحل عامة. قال اللحياني: أهل الحجاز يفتحون فيقولون وتر، وتميم وأهل نجد يكسرون فيقولون وتر، وقد وترته وترا وترة.
وكل من أدركته بمكروه، فقد وترته. والموتور: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وترا وترة. وفي حديث محمد بن مسلمة: أنا الموتور الثائر أي صاحب الوتر الطالب بالثأر، والموتور المفعول. ابن السكيت: قال يونس أهل العالية يقولون:
الوتر في العدد والوتر في الذحل، قال: وتميم تقول وتر، بالكسر، في العدد والذحل سواد. الجوهري: الوتر، بالكسر، الفرد، والوتر، بالفتح:
الذحل، هذه لغة أهل العالية، فأما لغة أهل الحجاز فبالضد منهم، وأما تميم فبالكسر فيهما. وفي حديث عبد الرحمن في الشورى: لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم. قال الأزهري: هو من الوتر، يقال:
وترت فلانا إذا أصبته بوتر، وأوترته أوجدته ذلك، قال:
والثأر ههنا العدو لأنه موضع الثأر، المعنى لا توجدوا عدوكم الوتر في أنفسكم. ووترت الرجل: أفزعته، عن الفراء.
ووتره حقه وماله: نقصه إياه. وفي التنزيل العزيز: ولن يتركم أعمالكم. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله، أي نقص أهله وماله وبقي فردا، يقال:
وترته إذا نقصته فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا، وقيل: هو من الوتر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله، ويروى بنصب الأهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولا ثانيا لوتر وأضمر فيها مفعولا لم يسم فاعله عائدا إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم يضمر وأقام الأهل مقام ما لم يسم فاعله لأنهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلى الرجل نصبهما، ومن رده إلى الأهل والمال رفعهما وذهب إلى قوله: ولم يتركم أعمالكم، يقول: لن ينقصكم من ثوابكم شيئا. وقال الجوهري: أي لن ينتقصكم في أعمالكم، كما تقول: دخلت البيت، وأنت تريد في البيت، وتقول: قد وترته حقه إذا نقصته، وأحد القولين قريب من الآخر. وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإن الله لن يترك من عملك شيئا أي لن ينقصك. وفي الحديث: من جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة أي نقصا، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة مثل وعدته عدة، ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان وخبرها، وقيل: أراد بالترة ههنا التبعة. الفراء: يقال وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا وأخذت له مالا، ويقال: وتره في الذحل يتره وترا، والفعل من الوتر الذحل وتر يتر، ومن الوتر الفرد أوتر يوتر، بالألف. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار، هي
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست