لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٢٠٠
لقيته في ندري بلا ألف ولام.
ويقال: إنما يكون ذلك في الندرة بعد الندرة إذا كان في الأحايين مرة، وكذلك الخطيئة بعد الخطيئة.
وندرت الشجرة: ظهرت خوصتها وذلك حين يستمكن المال من رعيها. وندر النبات يندر: خرج الورق من أعراضه. واستندرت الإبل:
أراغته للأكل ومارسته. والندرة: الخضفة بالعجلة. وندر الرجل: خضف. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أن رجلا ندر في مجلسه فأمر القوم كلهم بالتطهر لئلا يخجل النادر، حكاها الهروي في الغريبين، معناه أنه ضرط كأنها ندرت منه من غير اختيار. ويقال للرجل إذا خضف: ندر بها، ويقال: ندر الرجل إذا مات، وقال ساعدة الهذلي:
كلانا، وإن طال أيامه، سيندر عن شزن مدحض سيندر: سيموت. والندرة: القطعة من الذهب والفضة توجد في المعدن. وقالوا: لو ندرت فلانا لوجدته كما تحب أي لو جربته.
والأندر: البيدر، شامية، والجمع الأنادر، قال الشاعر:
دق الدياس عرم الأنادر وقال كراع: الأندر الكدس من القمح خاصة. والأندرون: فتيان من مواضع شتى يجتمعون للشرب، قال عمرو بن كلثوم:
ولا تبقي خمور الأندرينا واحدهم أندري، لما نسب الخمر إلى أهل القرية اجتمعت ثلاث ياءات فخففها للضرورة، كما قال الراجز:
وما علمي بسحر البابلينا وقيل: الأندر قرية بالشام فيها كروم فجمعها الأندرين، تقول إذا نسبت إليها: هؤلاء الأندريون. قال: وكأنه على هذا المعنى أراد خمور الأندريين فخفف ياء النسبة، كما قولوا الأشعرين بمعنى الأشعريين. وفي حديث علي، كرم لله وجهه: أنه أقبل وعليه أندروردية، قيل: هي فوق التبان ودون السراويل تغطي الركبة، منسوبة إلى صانع أو مكان. أبو عمرو: الأندري الحبل الغليظ، وقال لبيد:
ممر ككر الأندري شتيم * نذر: النذر: النحب، وهو ما ينذره الإنسان فيجعله على نفسه نحبا واجبا، وجمعه نذور، والشافعي سمى في كتاب جراح العمد ما يجب في الجراحات من الديات نذرا، قال: ولغة أهل الحجاز كذلك، وأهل العراق يسمونه الأرش. وقال أبو نهشل: النذر لا يكون إلا في الجراح صغارها وكبارها وهي معاقل تلك الجراح. يقال: لي قبل فلان نذر إذا كان جرحا واحدا له عقل، وقال أبو سعيد الضرير: إنما قيل له نذر لأنه نذر فيه أي أوجب، من قولك نذرت على نفسي أي أوجبت. وفي حديث ابن المسيب: أن عمر وعثمان، رضي الله عنهما، قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة أي بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة، وقد نذر على نفسه لله كذا ينذر وينذر نذرا ونذورا.
والنذيرة: ما يعطيه. والنذيرة: الابن يجعله أبواه قيما أو خادما للكنيسة أو للمتعبد من ذكر وأنثى، وجمعه النذائر، وقد نذره.
وفي التنزيل العزيز: إني نذرت لك ما في بطني محررا، قالته امرأة عمران أم مريم. قال الأخفش: تقول العرب نذر على نفسه نذرا ونذرت مالي فأنا أنذره نذرا، رواه عن يونس عن العرب. وفي
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست