لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ١٩٦
البدن تنحر فيه. والمنحر: الموضع الذي ينحر فيه الهدي وغيره.
وتناحر القوم على الشئ وانتحروا: تشاحوا عليه فكاد بعضهم ينحر بعضا من شدة حرصهم، وتناحروا في القتال.
والناحران والناحرتان: عرقان في النحر، وفي الصحاح:
الناحران عرقان في صدر الفرس. المحكم: والناحرتان ضلعان من أضلاع الزور، وقيل: هما الواهنتان، وقال ابن الأعرابي: الناحرتان الترقوتان من الناس والإبل وغيرهم. غيره: والجوانح ما رفع عليه الكتف من الدابة والبعير، ومن الإنسان الدأي، والدأي ما كان من قبل الظهر، وهي ست ثلاث من كل جانب، وهي من الصدر الجوانح لجنوحها على القلب، وقال: الكتف على ثلاثة أضلاع من جانب وستة أضلاع من جانب، وهذه الستة يقال لها الدأيات. أبو زيد: الجوانح أدنى الضلوع من المنحر، وفيهن الناحرات وهي ثلاث من كل جانب، ثم الدأيات وهي ثلاث من كل شق، ثم يبقى بعد ذلك ست من كل جانب متصلات بالشراسيف لا يسمونها إلا الأضلاع، ثم ضلع الخلف وهي أواخر الضلوع.
ونحر النهار: أوله. وأتيته في نحر النهار أي أوله، وكذلك في نحر الظهيرة. وفي حديث الهجرة: أتانا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في نحر الظهيرة، هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع كأنها وصلت إلى النحر، وهو أعلى الصدر. وفي حديث الإفك: حتى أتينا الجيش في نحر الظهيرة. وفي حديث وابصة: أتاني ابن مسعود في نحر الظهيرة فقلت: أية ساعة زيادة ونحور الشهور:
أوائلها، وكل ذلك على المثل. والنحيرة: أول يوم من الشهر، ويقال لآخر ليلة من الشهر نحيرة لأنها تنحر الهلال، قال الكميت:
فبادر ليلة لا مقمر، نحيرة شهر لشهر سرارا أراد ليلة لا رجل مقمر، والسرار: مردود على الليلة، ونحيرة: فعيلة بمعنى فاعلة لأنها تنحر الهلال أي تستقبله، وقيل:
النحيرة آخر يوم من شهر لأنه ينحر الذي يدخل بعده، وقيل: النحيرة لأنها تنحر التي قبلها أي تستقبلها في نحرها، والجمع ناحرات ونواحر، نادران، قال الكميت يصف فعل الأمطار بالديار:
والغيث بالمتألقا ت من الأهلة في النواحر (* قوله والغيث إلخ أورده الصحاح في مادة نحر، بالواو بدل في، فقال:
والنواحر.) وقال: النحيرة آخر ليلة من الشهر مع يومها لأنها تنحر الذي يدخل بعدها أي تصير في نحره، فهي ناحرة، وقال ابن أحمر الباهلي:
ثم استمر عليه واكف همع، في ليلة نحرت شعبان أو رجبا قال الأزهري: معناه أنه يستقبل أول الشهر ويقال له ناحر. وفي الحديث: أنه خرج وقد بكروا بصلاة الضحى، فقال: نحروها نحرهم لله أي صلوها في أول وقتها من نحر الشهر، وهو أوله، قال ابن الأثير: وقوله نحرهم الله يحتمل أن يكون دعاء لهم، أي بكرهم الله بالخير كما بكروا بالصلاة في أول وقتها، ويحتمل أن يكون دعاء عليهم بالنحر والذبح لأنهم غيروا وقتها، وقوله أنشده ثعلب:
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست