لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ١٨٧
خفيف نافذ داخل في الأجسام، قال أبو عامر الكلابي:
لقد علم الذئب، الذي كان عاديا على الناس، أني مائر السهم نازع ومشي مور: لين. والمور: تراب. والمور: أن تمور به الريح.
والمور، بالضم: الغبار بالريح. والمور: الغبار المتردد، وقيل: التراب تثيره الريح، وقد مار مورا وأمارته الريح، وريح موارة، وأرياح مور، والعرب تقول: ما أدري أغار أم مار، حكاه ابن الأعرابي وفسره فقال: غار أتى الغور، ومار أتى نجدا.
وقطاة مارية: ملساء. وامرأة مارية: بيضاء براقة كأن اليد تمور عليها أي تذهب وتجئ، وقد تكون المارية فاعولة من المري، وهو مذكور في موضعه.
والمور: الدوران. والمور: مصدر مرت الصوف مورا إذا نتفته وهي الموارة والمراطة: ومرت الوبر فانمار:
نتفته فانتتف.
والموارة: نسيل الحمار، وقد تمور عنه نسيله أي سقط.
وانمارت عقيقة الحمار إذا سقطت عنه أيام الربيع. والمورة والموارة: ما نسل من عقيقة الجحش وصوف الشاة، حية كانت أو ميتة، قال:
أويت لعشوة في رأس نيق، ومورة نعجة ماتت هزالا قال: وكذلك الشئ يسقط من الشئ والشئ يفنى فيبقى منه الشئ. قال الأصمعي: وقع عن الحمار موارته وهو ما وقع من نسأله.
ومار الدمع والدم: سال. وفي الحديث عن ابن هرمز عن أبي هريرة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: مثل المنفق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إلى أيديهما، فأما المنفق فإذا أنفق مارت عليه وسبغت حتى تبلغ قدميه وتعفو أثره، وأما البخيل فإذا أراد أن ينفق أخذت كل حلقة موضعها ولزمته فهو يريد أن يوسعها ولا تتسع، قال أبو منصور: قوله مارت أي سالت وترددت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته، وابن هرمز هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وفي حديث ابن الزبير: يطلق عقال الحرب بكتائب تمور كرجل الجراد أي تتردد وتضطرب لكثرتها.
وفي حديث عكرمة: لما نفخ في آدم الروح مار في رأسه فعطس أي دار وتردد. وفي حديث قس: ونجوم تمور أي تذهب وتجئ، وفي حديثه أيضا: فتركت المور وأخذت في الجبل، المور، بالفتح:
الطريق، سمي بالمصدر لأنه يجاء فيه ويذهب، والطعنة تمور إذا مالت يمينا وشمالا، والدماء تمور على وجه الأرض إذا انصبت فترددت. وفي حديث عدي بن حاتم: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له:
أمر الدم بما شئت، قال شمر: من وراه أمره فمعناه سيله وأجره، يقال: مار الدم يمور مورا إذا جرى وسال، وأمرته أنا، وأنشد:
سوف تدنيك من لميس سبندا ة أمارت، بالبول، ماء الكراض ورواه أبو عبيد: امر الدم بما شئت أي سيله واستخرجه، من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها لتدر. الجوهري: مار الدم على وجه الأرض يمور مورا وأمارة غيره، قال جرير بن الخطفى:
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست