وظهر به وعليه يظهر: قوي. وفي التنزيل العزيز: أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، أي لم يبلغوا أن يطيقوا إتيان النساء، وقوله:
خلفتنا بين قوم يظهرون بنا، أموالهم عازب عنا ومشغول هو من ذلك، قال ابن سيده: وقد يكون من قولك ظهر به إذا جعله وراءه، قال: وليس بقوي، وأراد منها عازب ومنها مشغول، وكل ذلك راجع إلى معنى الظهر. وأما قوله عز وجل: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، روي الأزهري عن ابن عباس قال: الكف والخاتم والوجه، وقالت عائشة: الزينة الظاهرة القلب والفتخة، وقال ابن مسعود: الزينة الظاهرة الثياب. والظهر: طريق البر. ابن سيده: وطريق الظهر طريق البر، وذلك حين يكون فيه مسلك في البر ومسلك في البحر. والظهر من الأرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لان منها وسهل ورق واطمأن.
وسال الوادي ظهرا إذا سال بمطر نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال درأ، وقال مرة: سال الوادي ظهرا كقولك ظهرا، قال الأزهري:
وأحسب الظهر، بالضم، أجود لأنه أنشد:
ولو درى أن ما جاهرتني ظهرا، ما عدت ما لألأت أذنابها الفؤر وظهرت الطير من بلد كذا إلى بلد كذا: انحدرت منه إليه، وخص أبو حنيفة به النسر فقال يذكر النسور: إذا كان آخر الشتاء ظهرت إلى نجد تتحين نتاج الغنم فتأكل أشلاءها. وفي كتاب عمر، رضي الله عنه، إلى أبي عبيدة: فاظهر بمن معك من المسلمين إليها يعني إلى أرض ذكرها، أي أخرج بهم إلى ظاهرها وأبرزهم. وفي حديث عائشة: كان يصلي العصر في حجرتي قبل أن تظهر، تعني الشمس، أي تعلو السطح، وفي رواية: ولم تظهر الشمس بعد من حجرتها أي لم ترتفع ولم تخرج إلى ظهرها، ومنه قوله:
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا يعني مصعدا.
والظاهر: خلاف الباطن، ظهر يظهر ظهورا، فهو ظاهر وظهير، قال أبو ذؤيب:
فإن بني لحيان، إما ذكرتهم، ثناهم، إذا أخنى اللئام، ظهير ويروى طهير، بالطاء المهملة. وقوله تعالى: وذروا ظاهر الإثم وباطنه، قيل: ظاهره المخالة على جهة الريبة، وباطنه الزنا، قال الزجاج: والذي يدل عليه الكلام، والله أعلم، أن المعنى اتركوا الإثم ظهرا وبطنا أي لا تقربوا ما حرم الله جهرا ولا سرا. والظاهر:
من أسماء الله عز وجل، وفي التنزيل العزيز: هو الأول والآخر والظاهر والباطن، قال ابن الأثير: هو الذي ظهر فوق كل شئ وعلا عليه، وقيل: عرف بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه.
وهو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم، بفتح النون ولا يكسر: بين أظهرهم. وفي الحديث: فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم، قال ابن الأثير: تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا، ومعناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه، ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا.