لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٢١
في الظاهر أخبار وفي الباطن عبرة وتنبيه وتحذير، وقيل: أراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم والتعلم. والمظهر، بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. وظهره يطهره ظهرا: ضرب ظهره. وظهر ظهرا: اشتكى ظهره. ورجل ظهير: يشتكي ظهره. والظهر: مصدر قولك ظهر الرجل، بالكسر، إذا اشتكى ظهره. الأزهري: الظهار وجع الظهر، ورجل مظهور.
وظهرت فلانا: أصبت ظهره. وبعير ظهير: لا ينتفع بظهره من الدبر، وقيل: هو الفاسد الظهر من دبر أو غيره، قال ابن سيده: رواه ثعلب. ورجل ظهير ومظهر: قوي الظهر ورجل مصدر: شديد الصدر، ومصدور: يشتكي صدره، وقيل: هو الصلب الشديد من غير أن يعين منه ظهر ولا غيره، وقد ظهر ظهارة. ورجل خفيف الظهر:
قليل العيال، وثقيل الظهر كثير العيال، وكلاهما على المثل. وأكل الرجل كلة ظهر منها ظهرة أي سمن منها. قال: وأكل أكلة إن أصبح منها لناتيا، ولقد نتوت من أكلة أكلتها، يقول: سمنت منها. وفي الحديث: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى أي ما كان عفوا قد فضل عن غنى، وقيل: أراد ما فضل عن العيال، والظهر قد يزاد في مثل هذا إشباعا للكلام وتمكينا كأن صدقته إلى ظهر قوي من المال. قال معمر: قلت لأيوب ما كان عن ظهر غنى، ما ظهر غنى؟ قال أيوب: ما كان عن فضل عيال. وفي حديث طلحة: ما رأيت أحدا أعطى لجزيل عن ظهر يد من طلحة، قيل: عن ظهر يد ابتداء من غير مكافأة. وفلان يأكل عن ظهر يد فلان إذا كان هو ينفق عليه. والفقراء يأكلون عن ظهر أيدي الناس.
قال الفراء: العرب تقول: هذا ظهر السماء وهذا بطن السماء لظاهرها الذي تراه. قال الأزهري: وهذا جاء في الشئ ذي الوجهين الذي ظهره كبطنه، كالحائط القائم لما وليك يقال بطنه، ولما ولي غيرك ظهره. فأما ظهارة الثوب وبطانته، فالبطانة ما ولي منه الجسد وكان داخلا، والظهارة ما علا وظهر ولم يل الجسد، وكذلك ظهارة البساط، وبطانته مما يلي الأرض. ويقال: ظهرت الثوب إذا جعلت له ظهارة وبطنته إذا جعلت له بطانة، وجمع الظهارة ظهائر، وجمع البطانة بطائن والظهارة، بالكسر: نقيض البطانة.
وظهرت البيت: علوته. وأظهرت بفلان: أعليت به. وتظاهر القوم: تدابروا كأنه ولى كل واحد منهم ظهره إلى صاحبه.
وأقران الظهر: الذين يجيئونك من ورائك أو من وراء ظهرك في الحرب، مأخوذ من الظهر، قال أبو خراش:
لكان جميل أسوأ الناس تلة، ولكن أقران الظهور مقاتل الأصمعي: فلان قرن الظهر، وهو الذي يأتيه من ورائه ولا يعلم، قال ذلك ابن الأعرابي، وأنشد:
فلو كان قرني واحدا لكفيته، ولكن أقران الظهور مقاتل وروي ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده:
فلو أنهم كانوا لقونا بمثلنا، ولكن أقران الظهور مغالب قال: أقران الظهور أن يتظاهروا عليه، إذا جاء اثنان وأنت واحد غلباك.
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»
الفهرست