لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٧٨
فوجهه أنه اضطر فاستعمل ذلك على أصل وضعه الأول في اللغة، وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أول النهار دون آخره، وإنما يفعل الشاعر ذلك تعمدا له أو اتفاقا وبديهة تهجم على طبعه. وفي الحديث، لا يزال الناس بخير ما بكروا بصلاة المغرب، معناه ما صلوها في أول وقتها، وفي رواية: ما تزال أمتي على سنتي ما بكروا بصلاة المغرب. وفي حديث آخر:
بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك العصر حبط عمله، أي حافظوا عليها وقدموها. والبكيرة والباكورة والبكور من النخل، مثل البكيرة: التي تدرك في أول النخل، وجمع البكور بكر، قال المتنخل الهذلي:
ذلك ما دينك، إذ جنبت أحمالها كالبكر المبتل وصف الجمع بالواحد كأنه أراد المبتلة فحذف لأن البناء قد انتهى، ويجوز لأن يكون المبتل جمع مبتلة، وإن قل نظيره، ولا يجوز أن يعني بالبكر ههنا الواحدة لأنه إنما نعت حدوجا كثيرة فشبهها بنخيل كثيرة، وهي المبكار، وأرض مبكار: سريعة الإنبات، وسحابة مبكار وبكور: مدلاج من آخر الليل، وقوله:
إذا ولدت قرائب أم نبل، فذاك اللؤم واللقح البكور (قوله: نبل بالنون والباء الموحدة كذا في الأصل).
أي إنما عجلت بجمع اللؤم كما تعجل النخلة والسحابة.
وبكر كل شئ: أوله، وكل فعلة لم يتقدمها مثلها، بكر.
والبكر: أول ولد الرجل، غلاما كان أو جارية. وهذا بكر أبويه أي أول ولد يولد لهما، وكذلك الجارية بغير هاء، وجمعهما جميعا أبكار.
وكبرة ولد أبويه: أكبرهم. وفي الحديث: لا تعلموا أبكار أولادكم كتب النصارى، يعني أحداثكم. وبكر الرجل بالكسر: أول ولده، وقد يكون البكر من الأولاد في غير الناس كقولهم بكر الحية.
وقالوا: أشد الناس بكر ابن بكرين، وفي المحكم: بكر بكرين، قال:
يا بكر بكرين، ويا خلب الكبد، أصبحت مني كذراع من عضد والبكر: الجارية التي لم تفتض، وجمعها أبكار. والبكر من النساء: التي لم يقربها رجل، ومن الرجال: الذي لم يقرب امرأة بعد، والجمع أبكار. ومرة بكر: حملت بطنا واحدا. والبكر: العذراء، والمصدر البكارة، بالفتح. والبكر: المرأة التي ولدت بطنا واحدا، وبكرها ولدها، والذكر والأنثى فيه سواء، وكذلك البكر من الإبل.
أبو الهيثم: والعرب تسمي التي ولدت بطنا واحدا بكرا بولدها الذي تبتكر به، ويقال لها أيضا بكر ما لم تلد، ونحو ذلك قال الأصمعي:
إذا كان أول ولد ولدته الناقة فهي بكر. وبقرة بكر: فتية لم تحمل. ويقال: ما هذا الأمر منك بكرا ولا ثنيا، على معنى ما هو بأول ولا ثان، قال ذو الرمة:
وقوفا لدى الأبواب، طلاب حاجة، عوان من الحاجات، أو حاجة بكرا أبو البيداء: ابتكرت الحامل إذا ولدت بكرها، وأثنت في الثاني، وثلثت في الثالث، وربعت وخمست وعشرت. وقال بعضهم: أسبعت وأعشرت وأثمنت في الثامن والسابع والعاشر. وفي نوادر
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست