لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٦٨
راحوا، بصائرهم على أكتافهم، وبصيرتي يعدو بها عتد وأي يعني بالبصائر دم أبيهم، يقول: تركوا دم أبيهم خلفهم ولم يثأروا به وطلبته أنا، وفي الصحاح: وأنا طلبت ثأري. وكان أبو عبيدة يقول: البصيرة في هذا البيت الترس أو الدرع، وكان يرويه: حملوا بصائرهم، وقال ابن الأعرابي: راحوا بصائرهم يعني ثقل دمائهم على أكتافهم لم يثأروا بها. والبصيرة: الدية. والبصائر: الديات في أول البيت، قال أخذوا الديات فصارت عارا، وبصيرتي أي ثأري قد حملته على فرسي لأطالب به فبيني وبينهم فرق. أبو زيد: البصيرة من الدم ما كان على الأرض. والجدية: ما لزق بالجسد. وقال الأصمعي: البصيرة شئ من الدم يستدل به على الرمية. وفي حديث الخوارج: وينظر في النصل فلا يرى بصيرة أي شيئا من الدم يستدل به على الرمية ويستبينها به، وقوله أنشده أبو حنيفة:
وفي اليد اليمنى لمستعيرها شهباء، تروي الريش من بصيرها يجوز أن يكون جمع البصيرة من الدم كشعيرة وشعير ونحوها، ويجوز أن يكون أراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة، كما ذهب إليه بعضهم في قول أبي ذؤيب:
ألا ليت شعري، هل تنظر خالد عيادي على الهجران، أم هو يائس؟
(* ورد هذا الشعر في كلمة بشر وفيه لفظة عنادي بدلا من عيادي ولعل ما هنا أكثر مناسبة للمعنى مما هنالك).
ويجوز أن يكون البصير لغة في البصيرة، كقولك حق وحقة وبياض وبياضة. والبصيرة: الدرع، وكل ما لبس جنة بصيرة.
والبصيرة: الترس، وكل ما لبس من السلاح فهو بصائر السلاح.
والباصر: قتب صغير مستدير مثل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب، وهي البواصر.
وأبو بصير: الأعشى، على التطير. وبصير: اسم رجل. وبصرى: قرية بالشام، صانها الله تعالى، قال الشاعر:
ولو أعطيت من ببلاد بصرى وقنسرين من عرب وعجم وتنسب إليها السيوف البصرية، وقال:
يفلون بالقلع البصري هامهم (* في أساس البلاغة: يعلون بالقلع إلخ).
وأنشد الجوهري للحصين بن الحمام المري:
صفائح بصرى أخلصتها قيونها، ومطردا من نسج داود محكما والنسب إليها بصري، قال ابن دريد: أحسبه دخيلا. والأباصر:
موضع معروف، وفي حديث كعب: تمسك النار يوم القيامة حتى تبص كأنها متن إهالة أي تبرق ويتلألأ ضوؤها.
* بضر: الفراء: البضر نوف الجارية قبل أن تخفض. وقال المفضل:
من العرب من يقول البضر، ويبدل الظاء ضادا، ويقول: قد اشتكى ضهري، ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول: قد عظت الحرب بني تميم. ابن الأعرابي قال: البضيرة تصغير البضرة وهي بطلان الشئ، ومنه قولهم:
ذهب دمه بضرا مضرا (* قوله بضرا مضرا إلخ بكسر فسكون وككتف كما في القاموس). خضرا أي هدرا، وذهب بطرا، بالطاء غير معجمة.
وروى أبو عبيد عن الكسائي: ذهب دمه مضرا.
* بطر: البطر: النشاط، وقيل: التبختر، وقيل: قلة احتمال النعمة، وقيل: الدهش والحيرة. وأبطره أي أدهشه، وقيل: البطر الطغيان في النعمة،
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست